هيمن القطاع الصناعي بالمملكة على استخدام الطاقة بنسبة 42 % في حين شكل قطاع المباني 23 % في وقت يشهد الطلب على الطاقة في المملكة ارتفاعاً سنوياً بمعدل 5 %، في حين نجحت الهيئة الملكية بالجبيل بخفض استهلاك الطاقة للسنة الثالثة على التوالي بمعدل سنوي بلغ 12 %، أعلن ذلك مدير عام إدارة التشغيل والصيانة بالهيئة الملكية بالجبيل م. جاسم الهارون في مؤتمر الجبيل لإدارة الطاقة الذي تنظمه الهيئة الملكية بالجبيل بحضور الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل م. مصطفى المهدي ونخبة خبراء الطاقة العالميين، مشيراً إلى الأثر الكبير الذي تحدثه معايير التصميم والتنفيذ في رفع كفاءة الاستهلاك.
في حين أعلن المتحدث الرئيس للمؤتمر م. خالد الطعيمي نائب رئيس تنفيذي لتوليد الطاقة بالشركة السعودية للكهرباء عن ابتكار شركة الكهرباء للعديد من الحلول الرقمية لتحسين كفاءة محطات الطاقة، فيما أشار د. جورجين برونستاين رئيس قسم الأبحاث بجامعة هارفرد إلى الحوافز للشركات الدولية للاستثمار في السعودية، مشيراً إلى أن المملكة سيكون لديها نمو في إنتاج الطاقة مما يشجع المستثمرين في مجال الطاقة للاستثمار في المملكة، مؤكداً أن المملكة لديها بيئة استثمارية محفزة لا سيما للقطاع الصناعي، مضيفا أن هناك عوامل تدفع بالشركات الصينية لدخول السوق السعودي، ومنها مبادرات التعاون الاستراتيجي بين الصين والسعودية.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر تحدث د. محمد الغول حول النظرة العامة للنمو العالمي والإقليمي في وظائف كفاءة الطاقة ودورها في خفض تلوث الهواء، إضافة إلى تقليل فواتير الاستهلاك، مطالباً بوضع سياسات لتقنين استهلاك الطاقة، مشيراً إلى أن المملكة من أكبر الدول استهلاكاً للطاقة بالمرتبة 12 عالمياً وأن التصنيف طبقاً لأدائها من خلال سياساتها المبنية على الكفاءة.
من جانبه أكد مدير التسويق والتطوير لشركة إينوفا فرانسيسكو راماليرا بأن الهجرة الريفية أدت للتوسع العمراني الذي انعكس على استهلاك الطاقة سلباً حيث ارتفعت نسب الاستهلاك في العالم خلال 70 سنة الماضية بنسبة 5 % متطرقاً للمباني الخضراء المراعية للبيئة والتي تحد من التغيرات السلبية والانبعاثات الضارة المسببة للاحتباس الحراري والجهود المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن المباني والمصانع، فيما تحدث السيد راينر حول موضوع الشبكات التي لها علاقة بالطاقة المتجددة وكيفية التحكم بها، من جانبه تناول يوسف زافر خلال حديثه أبرز المشاكل التي تواجه شبكات الطاقة الصغيرة وأحدث الحلول المناسبة لها.
وفي الجلسة الثانية تناول مدير إدارة شركة كفاءة الطاقة خالد الداوود فرص وتحديات الطاقة الصناعية في السعودية بصفتها أكبر منتج للنفط، إلا أنها تصنف الخامس عالمياً في استهلاك النفط بمقدار 4.5 ملايين برميل يومياً، ملفتاً إلى أداء السعودية بخصوص الطاقة وتكافئها ليس بالمستوى المطلوب، فيما تعد المنطقة الجنوبية من المملكة هي الأقل استهلاكاً للطاقة، فيما استعرض رئيس قسم الاستدامة والطاقة والمرافق في شركة التصنيع عبدالعزيز الغامدي الأفكار التي تم تطبيقها لحفظ الطاقة في مصانع البتروكيميائيات للتصنيع، ومنها قياس مقدار حفظ الطاقة من خلال تقليل سرعة المحرك لحفظ الماء، ومعالجة مشاكل الصيانة والتي تقل بسببها الكفاءة.
من جانبه تناول م. حابل فلاح موضوع العمليات الديناميكية للمحاكاة ودورها في تحسين كفاءة ومرونة العمليات الحرارية، فيما استعرض د. كريستيان درسيل أساليب الوقاية من انخفاض الجهد الكهربائي، أما م. عبدالمجيد الشايع من شركة أرامكو السعودية فقد أبرز نجاح شركته في إدارة الهواء المضغوط.
وعلى هامش المؤتمر أقيمت ورشة عمل تحمل عنوان الجيل الجديد لمحطات توليد الطاقة الحرارية والكهربائية مع فصل غاز ثاني أكسيد الكربون وإعادة استخدامه قدمها م. حابل فلاح والتي تهدف إلى تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية وتخفيض التكاليف والمحافظة على البيئة.