تترقب المملكة في الأيام القليلة القادمة بشغف طال انتظاره إطلاق أكبر نقلة تطويرية تحولية هائلة لقطاع بيع الوقود بالتجزئة في محطات البنزين للنقل البري للمركبات، والجوي للطيران، في شراكة تنافسية رائدة بين عملاقي الطاقة في العالم شركة «أرامكو السعودية» بخبرة خارجية عريقة بإدارة شبكة تضم أكثر من 11٫000 محطة وقود، وشركة «توتال» الفرنسية والتي تضم شبكتها 16000 محطة وقود في 66 بلداً واللتين التزمتا على التطوير المشترك لأعمال بيع الوقود بالتجزئة في المملكة والمسارعة لإعادة هيكلته جذرياً بتحول كلي في مفهوم إمدادات محطات بيع الوقود الذكية وتحقيق الربح المستدام الذي يوفر إيرادًا جديدًا ومستقرًا للشركتين. وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» باتريك بويان في مؤتمر دافوس قبل ختامه عن تأهب شركته لبدء تنفيذ مشروع جديد لشبكة محطات بنزين سيارات في المملكة مدعمة بإمدادات المشروع المشترك بين «أرامكو» و»توتال» مصفاة «ساتورب» بالجبيل لتكرير النفط وإنتاج المواد الكيميائية والعطرية بتكلفة 50 مليار ريال.
وتعالج المصفاة 440 ألف برميل يومياً من تكرير الزيت العربي الثقيل إلى بنزين، وديزل، ووقود طائرات نفّاثة بمحتوى منخفضٍ من الكبريت، بالإضافة إلى إنتاج بعضٍ من أنظف أنواع النفتا والبنزين في العالم، مع القدرة على إنتاج أكثر من مليون طن سنويًا من البارازيلين والبنزول والبروبيلين، إلى جانب الفحم البترولي والذي يعد مصدرًا لوقود مصانع الإسمنت ومحطات الكهرباء.
في وقت نجح الشريكان «أرامكو» و»توتال» أخيراً على إقرار تنفيذ مجمع جديد للبتروكيميائيات ودمجه بمصفاة «ساتورب» بإجمالي استثمارات بقيمة 9 مليارات دولار والذي شكل منحنى مهماً في تعجيل إطلاق أعمال شبكة محطات الوقود المخطط لها بالمملكة. فيما سيسهم المشروع الجديد في إضافة القيمة وتحقيق الاستفادة المثلى من أوجه التكامل والتعاون التشغيلي بين المصفاة والمجمع وسلسلة الإمداد للمواد الهيدروكربونية.
ويمثل البنزين أحد أكثر المنتجات إنتاجًا في مصفاة «ساتورب» وتمكنها من إنتاج 3 درجات من البنزين الملائم لمختلف القارات الآسيوية والأوروبية والأميركية، وتزوّد منشآت «ساتورب» بالنفط الخام عبر خط أنابيب مرتبط بشبكة الأنابيب التابعة لاثنين من أضخم الحقول النفط البحرية بالمنطقة حقل منيفة وحقل السفانية، اللذين يبلغ حجم مخزون النفط فيهما 30 مليار برميل. وتزود المصفاة من البنزين أسواق النمو والمناطق المستوردة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وبالديزل والكيروسين، فيما تخصص القدر الأعظم من إنتاجها من الغازولين لإمداد السوق المحلية وآسيا.
وقالت «توتال» في موقعها إنها تسعى لتعزيز شبكة محطّاتها في العالم، لنكون أكثر قُرباً من زبائنها الذين يصل عددهم إلى أكثر من أربعة ملايين بتقديم أرقى الخدمات البترولية في محطّاتها وعرض منتجات وخدمات جديدة مميزة وعزمها على تطوير محطّاتها لتحسين كفاءة الطاقة فيها وجعلها أكثر احتراماً للبيئة. وبينت بأن الطلب على الطاقة يبقى نشِطاً بنسبة نمو 1,1 وسيستمرّ في النموّ خلال السنوات القادمة. في حين يبلغ عدد سكّان العالم حالياً سبعة مليارات نسمة وسيصل عددُهم في عام 2040 إلى تسعة مليارات مما يستلزم هذا النمو أوّلاً توفير طاقة بأفضل ثمن من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية.
من جانبها أحرزت «أرامكو» تقدماً في المشروع بتأسيس شركة أرامكو السعودية للتجزئة، كشركة تابعة مملوكة لها بالكامل، تعمل على تلبية احتياجات المستهلكين، من وقود السيارات، في وقت تعمل أرامكو السعودية في خدمات بيع الوقود بالتجزئة عالميًا منذ عقود من خلال شراكاتها على مستوى العالم مع كبرى شركات النفط العالمية وتضم «موتيفا» في الولايات المتحدة، و»شوا شل» في اليابان، و»إس أويل» في كوريا الجنوبية، و»فوجيان» و»سينوبيك» في الصين وهي أمثلة على حضور أرامكو السعودية في مجال خدمات بيع الوقود بالتجزئة ووضعت هذه التجربة العالمية الشركة في مكانة تؤهلها للدخول بثقة كبيرة إلى السوق السعودي، وتقديم أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم.