تزعمت مدن الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورأس الخير وجازان للصناعات الأساسية والتحويلية أكبر صفقات مشروعات تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والتي تشمل 66 اتفاقية بقيمة 204 مليارات ريال منها 30 اتفاقية استثمارية و36 اتفاقية تمكينية للاستثمار يقودها مضلع القوى الصناعية العالمية في المملكة شركات “أرامكو السعودية”، و”سابك”، و”معادن” في أكبر تحالف حيث هيمنت مشروعاتهم على المشهد في صناعة الطاقة والتعدين والبتروكيميائيات والطاقة المتجددة والصناعات البحرية والبنى التحتية وتنمية الصناعات الأساسية والتحويلية ذات القيمة المضافة ومركز الخدمات اللوجستية في المدن الأربعة وتشغيل مطار الجبيل الصناعية تجارياً، ومن المخطط أن تجذب استثمارات تقارب 400 مليار ريال.
وتستهدف مبادرات التعدين تبوؤ القطاع الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني بعد النفط والكيميائيات وستؤدي إلى رفع قيمة إجمالي الناتج المحلي لقطاع التعدين من 64 مليار ريال إلى 94 مليار ريال بحلول 2020 وتوليد أكثر من 35 ألف وظيفة ويتم التنفيذ من خلال تكثيف الاستكشاف والتوسع في أعمال الاستغلال المعدني وإنشاء صندوق سعودي للاستكشاف والتنقيب وتطوير أساليب التمويل وتأسيس مراكز التميز لدعم المشروعات والتمكين المؤسسي وتسهيل الإجراءات وتحسين الأنظمة وتطوير الآليات المتبعة في إصدار الرخص التعدينية ومتابعتها وتطوير سلسلة القيمة المضافة للخامات المعدنية.
وتبرز مشروعات رأس الخير بتطوير التجهيزات الأساسية للصناعات البحرية والتعدينية وتنمية الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة، ويتزعم مشروعات التعدين اتفاقية مع شركة “ترافيجورا” العالمية بقيمة 2.8 مليار دولار لإنشاء مصهر للنحاس لإنتاج 400 ألف طن من النحاس و200 ألف طن من الزنك و55 ألف طن من الرصاص سنويًا، إضافة إلى اتفاقية لإنشاء مجمع صناعي كيميائي متكامل لصناعة الفوسفور الأصفر وإنتاج مواد كيميائية عالية القيمة باستثمارات تبلغ مليار ريال، فضلاً عن اتفاقية لتوريد خام الفوسفات لإنشاء مجمع صناعات الفوسفور الأصفر بين شركة “صادق” مع شركة معادن، وكذلك اتفاقية التفاهم بين وزارة الطاقة وشركة معادن وشركة الوطنية للكهرباء وشركة أجنبية لتطوير مجمع متكامل لإنتاج فلوريد الهيدروجين والبولي سيليكون في وعد الشمال باستثمارات تبلغ 500 مليون ريال.
ومن أهم مشروعات رأس الخير مركز الملك سلمان للصناعات البحرية والذي يقود المملكة نحو حقبة صناعية جديدة في هذه الصناعة وتولي شركة أرامكو بناء أول وأكبر حوض بحري بالشرق الأوسط بحجم استثمارات تقدر بنحو 15 مليار ريال ويشمل المشروع بناء وتصنيع وهندسة وإصلاح السفن التجارية وصناعة أول ناقلة نفط بحرية عملاقة سعودية المنشأ، وإرساء المنصات البحرية وخدماتها المساندة والتي من المخطط إنجازها 2021 لتسير جنبا إلى جنب لتعزيز أحد أهم أهداف التحول الوطني 2020 بتحويل المملكة من مستوردة للسفن وقطع غيارها إلى مصنّع عالمي ومصدر لها، وتوفير 80 ألف فرصة عمل للسعوديين.
في حين تضمنت أكبر مشروعات ينبع الصناعية اتفاقية “سابك” و”أرامكو” لاستكمال الدراسات والتصاميم والخطوات التنفيذية لمشروع تحويل النفط الخام إلى كيميائيات وتطوير مجمعات صناعية تحويلية متكاملة وخدمات لوجستية، ويمثل أكبر تحالف نفطي بتروكيميائي في تاريخ العالم الصناعي بحجم استثمارات بحوالي 30 مليار دولار وتوفير حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة مباشرة وغير مباشرة، إضافة إلى مشروعات توطين صناعة المطاط.
فيما تحضر مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية لتنفيذ مشروع لصناعة السفن والأعمال المرافقة لها من إصلاح وصيانة على البحر الأحمر الذي تعبره حوالي 20 ألف سفينة سنوياً، ويتضمن إقامة منشآت الحوض الجاف، ومنشآت التصنيع والخدمات، وتقدر تكلفتها بثمانية مليارات ريال، ويوفر المشروع حوالي 2000 وظيفة مباشرة، إضافة إلى خطط تنفيذ مشروع لإنتاج صفائح الحديد التي تدخل في صناعة السفن والمعدات المستخدمة في صناعة البترول والبتروكيميائيات وتحلية المياه ومن المقدر أن تبلغ تكلفة المشروع أربعة مليارات ريال، ويوفر حوالي 1200 وظيفة، وشملت اتفاقيات جازان مع شركة “بان آسيا” الصينية حيث تنفذ مشروع للبتروكيميائيات بتكلفة 14,5 مليار ريال لإنتاج 2.5 مليون طن متري سنوياً من حمض التريفثاليك النقى، و200 ألف طن من البلاستيك الهندسي، و200 ألف طن من ألياف البوليستر.
وتهيمن الجبيل الصناعية على سلسلة مبادرات هي الأكبر من نوعها في المملكة وأبرزها مبادرة تشغيل مطار الجبيل الصناعية تجارياً وإنشاء المركز الاقتصادي للجبيل الصناعية إحدى أهم مبادرات الهيئة الملكية ويقع في قلب المنطقة السكنية بمساحة 2,750 مليون م2 ليشكل واحداً من أكبر المراكز الاقتصادية في الشرق الأوسط ويشمل واجهة بحرية عامة ومتنزهات واسعة وشبكة قطارات وشوارع للمشاة ويشكل وسطاً تجارياً لصناعة الطاقة والبتروكيميائيات لخدمة الجبيل ورأس الخير وما جاورهما ويضم وحدات تجارية وسكنية توفر لرجال الأعمال والمستثمرين كافة احتياجاتهم، فضلاً عن استقطابه للمراكز الترفيهية ومختلف الفعاليات والأنشطة كالمتاحف ومراسي القوارب ومتاجر البيع بالتجزئة، ومن المتوقع أن يجذب استثمارات بقيمة 42 مليار ريال توفر 15 ألف فرصة عمل في المنشآت التجارية والسياحية ويمثل المركز واجهة عصرية ومكاناً مختلفاً للعمل والإقامة والترفيه.
وتتضمن مشروعات الجبيل تحالفات “سابك” لإنشاء مصانع حديثة متطورة لأعلى التقنيات لإنتاج مادة السيليكون المستخدمة لصناعة أشباه الموصلات الكهربائية والإلكترونيات وسبائك خلايا إنتاج الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تصنيع بطاريات الفناديوم لتطبيقات تخزين الطاقة المتجددة، وسيقوم المشروع الذي تبلغ كلفته 1.6 مليار ريال باستخدام مواد “سابك” في توطين هذه التقنية للمرة الأولى في المملكة كما سيوفر 1000 وظيفة مباشرة.
وتشمل أيضاً اتفاقية شركة صدارة للكيميائيات مع الخطوط الحديدية “سار”، إضافة إلى اتفاقية شركة “سار” مع شركة “سابك” لدعم نقل الكيميائيات والأسمدة والمعادن الكيميائية عالية الأداء، في وقت يساهم مشروع “سابك” الوطني للسكك الحديدية في تحسين الاستدامة في سلسلة الإمدادات والتي تشكل جزءا مهما من استراتيجيات “سابك” 2025، حيث تتضمن مذكرة التفاهم الموقعة بين “سابك” والشركة السعودية للسكك الحديدية “سار” للدخول في اتفاق تجاري يتيح نقل منتجات الشركة من الصلب والبوليمرات من مدينة الجبيل الصناعية إلى مناطق مختلفة داخل المملكة ودول الخليج العربي.