وصل بحفظ الله ورعايته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مساء أمس، إلى إسلام آباد، في زيارة رسمية لجمهورية باكستان الإسلامية.
وكان في استقبال سمو ولي العهد لدى وصوله مطار قاعدة خان العسكرية، دولة رئيس وزراء باكستان السيد عمران خان، وقائد الجيش الباكستاني الفريق أول قمر جاويدأ وس فير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف المالكي، وسفير باكستان لدى المملكة رجا علي خان.
وفور نزول سمو ولي العهد من الطائرة أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بسمو ولي العهد، وكانت الطائرات الباكستانية المقاتلة رافقت طائرة سمو ولي العهد لدى دخوله الأجواء الباكستانية ترحيبا بمقدم سموه.
وصحب دولة رئيس الوزراء الباكستاني، سمو ولي العهد في موكب رسمي إلى القصر الرئاسي في إسلام آباد.
وقد أقيمت على جنبات الطريق عروض للفرق الشعبية الباكستانية، وزانت الجسور والمباني بعبارات الترحيب بسمو ولي العهد.
ولدى وصول سمو ولي العهد إلى القصر أجريت لسموه مراسم استقبال رسمية، حيث صحب دولته سمو ولي العهد إلى منصة الشرف وعزف السلامان الوطنيان للمملكة والباكستان.
بعد ذلك استعرض سموه حرس الشرف ثم صافح كبار مستقبليه من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية، فيما صافح دولته كلا من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الشيخ صالح آل الشيخ ومعالي وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ومعالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير ومعالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، ومعالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة ومعالي رئيس الاستخبارات العامة الأستاذ خالد الحميدان ومعالي المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع الأستاذ فهد العيسى ومعالي المستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء الأستاذ ياسر الرميان، ومعالي سكرتير سمو ولي العهد الدكتور بندر الرشيد.
بعد ذلك قام سمو ولي العهد بزراعة شجرة تذكارية في القصر الرئاسي في باكستان.
ثم عقد اجتماع ثنائي بين سمو ولي العهد ودولة رئيس وزراء باكستان، نقل خلاله سمو ولي العهد تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدولته، فيما حمله دولته تحياته وتقديره للملك المفدى.
بعد ذلك ترأس سمو ولي العهد ودولة رئيس الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية عمران خان مساء اليوم، المجلس التنسيقي السعودي الباكستاني، وذلك في مقر القصر الرئاسي في إسلام آباد.
وتم خلال المجلس استعراض العلاقات التاريخية الوطيدة بين المملكة وباكستان، وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث مجمل المستجدات والأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.
بعد ذلك وبحضور سمو ولي العهد ودولة رئيس وزراء باكستان جرى التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين الجانبين، وهي برنامج تعاون فني بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة الباكستانية للمواصفات وضبط الجودة، واتفاقية تمويل توفير كميات من الزيت الخام ومنتجات بترولية إلى باكستان بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية، ومذكرة تفاهم إطارية بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية لتمويل مشاريع توليد للطاقة الكهربائية في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومة المملكة وحكومة باكستان لدراسة فرص الاستثمار في قطاعي التكرير والبتروكيماويات في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومة المملكة وحكومة باكستان في مجال قطاع الثروة المعدنية في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين في مجال تطوير مشروعات للطاقة المتجددة في باكستان، واتفاقية تعاون في مجال الرياضة.
بعد ذلك شرّف سمو ولي العهد مأدبة العشاء التي أقامها دولة رئيس وزراء باكستان احتفاءً بسموه.
وقدم سمو ولي العهد في كلمة له خلال حفل العشاء الشكر لدولة رئيس وزراء باكستان السيد عمران خان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
وأكد سموه أن جمهورية باكستان الإسلامية بلد عزيز على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والشعب السعودي، مؤكدًا متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والرغبة في تعزيزها وتعميقها في المجالات كافة.
وقال سمو ولي العهد: “إن نماء إجمالي الناتج المحلي لباكستان خلال العام الماضي 2018 بنسبة خمسة في المئة، يجعلنا نرى أن باكستان ستكون مزدهرة في المستقبل ونريد أن نتأكد من أننا سنكون جزءًا من هذا الازدهار”.
وأشار سموه إلى أنه تم التوقيع اليوم على مذكرات تفاهم بين الجانبين، وأن حجم الاستثمار بـ20 بليون دولار أميركي؛ استثمار كبير للمرحلة الأولى وسينمو بكل تأكيد كل شهر وكل عام لأرقام أكبر.
وفيما يتعلق بالسياحة قال سموه: “اليوم لدينا 18 مليون سائح وسنحقق 50 مليون سائح بشكل سريع وسهل في الأعوام القادمة، ولدينا العديد من التراث والأماكن الجميلة إلى جانب بنية تحتية واستقرار ولدينا كل شيء بما في ذلك التمويل اللازم للاستثمار بالمجال السياحي”.
وأضاف سمو ولي العهد “نحن نؤمن بمنطقتنا ولذلك نحن نستثمر فيها ونحن متأكدين بأنه سيكون هناك يوم ما منطقة شرق أوسط عظيمة”.
فيما رحب دولة رئيس وزراء باكستان في كلمة مماثلة بزيارة سمو ولي العهد لبلاده، مؤكدًا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة.
وأشار دولته إلى مكانة المملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا لدى باكستان، واصفًا إياها بالصديقة الحقيقية التي تقف إلى جانب باكستان في كل الظروف.
وقال دولته: إنه بعد توليه لمنصبه ومضي ستة أشهر زار المملكة وشرف بزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية وباكستان تصعدان بعلاقتهما إلى مستوى لم يعهد في السابق؛ وهذه العلاقات تسمح بالاستثمار بين البلدين، وقد توجت هذه الليلة بتوقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين الجانبين.