جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائباً لوزير الدفاع بمرتبة وزير بعد أن قضى مرحلة سياسية مهمة أثبت من خلالها نجاحه في كافة المهام المنوطة بسموه، الأمير خالد بن سلمان تخرج في كلية الملك فيصل الجوية، ثم انضم إلى القوات الجوية الملكية السعودية، وتلقى تدريبه الأول في قاعدة راندولف الجوية في سان أنطونيو تكساس.
كما تلقى التدريب المتقدم في قاعدة كولومبوس الجوية في كولومبوس، ميسيسيبي، كما درس الحروب الإلكترونية المتقدمة في فرنسا، وتمكن سموه من تطوير قدراته ليكون طياراً لطائرة من طراز F-15، وضابط استخبارات تكتيكي في القوات الجوية الملكية السعودية، كما قام سموه بعديد من المهام القتالية الجوية، وقبل تعيينه حسب وكالة الأنباء السعودية «واس» سفيراً للمملكة في واشنطن عمل سموه مستشاراً في مكتب سمو وزير الدفاع، ومن ثم مستشاراً في سفارة المملكة في واشنطن، وكلف من قبل سمو ولي العهد بملفات ومسؤوليات عدة، وهذه الخبرات أعطت المقاتل خبرة في المجال الدبلوماسي، خاصةً أنه عمل سفيراً لدى أقوى دولة في العالم، تمكن من خلالها من الاحتكاك برجال مخضرمين في السياسية الأميركية والدول الأجنبية الأخرى.
واستطاع الأمير خالد بن سلمان مزج تعليمه بخبرات اكتسبها من مدرسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، والتزامه وقربه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، واستطاع استيعاب رؤية سمو ولي العهد لتطوير وزارة الدفاع لتكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة عسكرياً، ومما سيعطي سموه القدرة على تطوير وزارة الدفاع عمله بجانب ولي العهد لتحقيق برنامج تطوير الوزارة المشتمل على رؤية واستراتيجية تشمل «308» مبادرات سبق أن أعلنت عنها وزارة الدفاع عبر بوابتها الإلكترونية، والتي تسعى من خلالها للوصول بها إلى مستوى يجعلها في مصاف نخبة القوات المسلحة في العالم، من حيث تميزها النوعي، وجاهزيتها وقدرتها المتكاملة على مواجهة كافة التهديدات، وبرجال يتم اختيارهم بعناية ويتمتعون بقدرة عالية من المهنية والاحترافية والتدريب المميز، إضافةً إلى تحسين كفاءة الإنفاق، ودعم توطين التصنيع العسكري، وكل هذا سيكون سهلاً على سموه وهو من صميم تعليمه وتخصصه.
وسيدعم تعيين الأمير خالد بن سلمان هذه الخطط التطويرية والإصلاحات في وزارة الدفاع التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، فسموه ليس غريباً على الوزارة ولم يكن بعيداً عنها، بل كان قريباً جداً، فمنذ توليه منصب سفير في الولايات المتحدة الأميركية أوضح بعدد من التصريحات حيال عدد من الملفات الخارجية للمملكة، كان أبرزها ملف اليمن، إضافة لردود سموه الدبلوماسية حنكته وقوته في الدفاع عن المملكة أمام العالم أجمع.
إلى ذلك يتفق المحللون عن الأوامر الملكية التي صدرت مساء أول أمس بأن الأمير خالد بن سلمان قضى فترة سفيراً لدى دولة تصنع القرار العالمي، وسينعكس ذلك على عمله في تطوير الوزارة وتوطين الصناعة العسكرية، مشيرين إلى أن تخصص سموه العسكري وحصوله على عدد من الأنواط والأوسمة العسكرية وجولات وصولات سموه الجوية في الدفاع عن وطنه، وقيام سموه بعديد من المهام القتالية الجوية، والتي كانت جزءًا من عمل التحالف الدولي ضد «داعش» في سورية، وعمليتي «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» في اليمن، إضافةً إلى ما يملك من تفاصيل مهمة عن وزارة الدفاع بحكم قربه من ولي العهد، وما تحتويه من ملفات أمنية وعسكرية واستخباراتية، سيعزز من النجاحات والإنجازات التي ستكون إيجابية في مواصلة تطويرها، مؤكدين بأن الأمر الملكي جاء بعد أن نجح سموه في القيام بجميع المهام الموكلة إليه، مما كان له الأثر في ثقة ولاة الأمر -حفظهم الله- في إصدار الأمر الكريم بتعيينه نائباً لوزير الدفاع.