بدأت شركة “أرامكو للكيميائيات” مزاولة أعمالها وبقوة تنافسية عالمية هائلة مطلع 2019 متزامنة مع ثورة أرامكو وحراكها الضخم نحو تزعم قطاع البتروكيميائيات في العالم بحلول 2030، وفي وقت ذهبي شهد إعلان الشركة عن جملة جديدة من مشروعاتها العملاقة للكيميائيات في كوريا الجنوبية وباكستان والهند وأضخمها استثماراً وكماً في الصين في أقوى تحالف ثلاثي لإنشاء أكبر مشروع مشترك أجنبي في الصين مع شركتي “نورينكو” و”بانجين” الصينيتين بقيمة إجمالية للمشروع بأكثر من 37.5 مليار ريال تشمل تطوير مشروع هواجين المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ الصينية، إضافة إلى مشروعات استحواذ حصص في عدة مشروعات بتروكيميائية عالمية.
وتحمل شركة “أرامكو للكيميائيات” الثقل الكبير جداً في تولي زمام أمور التعامل مع جميع المنتجـات الكيميائية على مسـتوى العالـم في تكامل، وتنويع مصادر دخل، وإضافة قيمة وتم تسجيلها كشركة فرعية مملوكة بالكامل لأرامكو السعودية لتتولى الجمع بين الأعمال الكيميائية في شركة واحدة ذات كفاءة عالية تركّز على عملية التسويق وتلبية الاحتياجات المتغيرة للسوق، في حين كانت أرامكو قد طرحت أولى مبيعاتها من المنتجات البتروكيميائية في عام 2014 تحت الاسم
التجاري لأرامكو من خلال شركتها الفرعية المملوكة بالكامل “أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية”، في الوقت الذي كانت فيه شركة أرامكو للكيميائيات في طور الدمج ونيل الاعتماد من قبل مجلس إدارة أرامكو السعودية.
ومع إطلاق أعمال “أرامكو للكيميائيات” تشكل الشركة نقطة تحوُّل في إستراتيجيتها الخاصة بقطاع التكرير والمعالجة والتسويق لتحقيق التكامل في سلسلة القيمة للمواد الهيدروكربونية، وتنويع اقتصاد المملكة، وتقديم قيمة أكبر من كل جزيء هيدروكربوني تنتجه الشركة، في وقت تمثل شركة أرامكو للكيميائيات حالياً الذراع التجارية للشركة لبيع منتجاتها البتروكيميائية من الشركات التابعة لها في المملكة وحول العالم، في حين يتم حاليًا إنتاج البوليمرات والمواد البلاستيكية الهندسية في مرافق مثل بترورابغ، وقريبًا في صدارة في المملكة، وإس-أويل في كوريا، وشركة فوجيان للتكرير والبتروكيميائيات في الصين، وأخيرًا في شركة بينجرانج للتكرير والبتروكيميائيات في ماليزيا، مما يضع أرامكو السعودية ضمن متصدري قائمة صناعة البتروكيميائيات في العالم أجمع.
وتبدي أرامكو تفاؤلاً كبيراً بإطلاق الشركة وبما ستحمله من تطلعات وتوقعات تنمية موارد الشركة لتتيح دمج أصول المواد الكيميائية لأرامكو ضمن منصة عالمية، وتخطط الشركة الجديدة لزيادة أنشطة المبيعات والتسويق للمشروعات المشتركة الأخرى للتكرير والبتروكيميائيات وسيزيد حجم المبيعات المشتركة للبوليمرات التي تعمل على تسويقها شركة أرامكو للكيميائيات عن مليوني طنٍ في السنة.
في وقت ترى أرامكو بأن صناعة النفط بأكملها تتجه نحو تكامل البتروكيميائيات، الذي سيقدّم قيمة إضافية وقد اتخذت أرامكو خطوة رئيسة لتقديم هذه القيمة من خلال تأسيسها لشركة أرامكو للكيميائيات والتي تعمل على تعزيز كفاءات محددة، والاستفادة من خبرات الشركة في الأسواق العالمية لتحقيق القيمة الأفضل لأرامكو من خلال بيع المواد البتروكيميائية بكفاءة من مواقعها الاستراتيجية.
وتقول مديرة الإستراتيجية وتطوير الأعمال في شركة أرامكو للكيميائيات برندا أرتياقا “كان علينا أن نبدأ الشركة من نقطة الصفر حيث قمنا بتدريب الكفاءات الشابة وشكّلنا الفريق وهيأنا برامج تسيير العمل والأنظمة، ومهّدنا الأرض لبناء المصداقية في السوق، لقد كانت فترة حافلة بالتحديّات ولكنها كانت مُجزية في الوقت نفسه”.
وأشارت إلى أن هناك سبباً تجارياً منطقياً للتوجه إلى مجال البتروكيميائيات، حيث سعت أرامكو السعودية إلى تنويع أعمالها في المجال النفطي، وقررت القيام باستثمارات كبيرة في دمجها لأعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق إلى البتروكيميائيات، باعتبارها إحدى أسرع القطاعات في الطلب على النفط، ويتمثّل الدافع الرئيس للطلب على البتروكيميائيات في النمو الاقتصادي والسكاني، إذ تُستهلك في مجموعة واسعة من التطبيقات، بدءًا من التغليف، والمركبات، والملابس، والمستلزمات المنزلية، والأجهزة الطبية، وغيرها وسوف تستمر في النمو المطرد عالمياً.
وتمكّنت استثمارات أرامكو السعودية في الشركات التابعة في جميع أنحاء العالم من ترسيخ وجود شركة أرامكو للكيميائيات في عدد من أسواق النمو الرئيسة ولمساعدتها على تحديد الأسواق الإستراتيجية، وتكوين علامة تجارية معروفة لأرامكو بين العملاء، في وقت تمتلك الشركة فريقًا للتسويق من مديري المنتجات في الظهران لوضع إستراتيجية تسويق شاملة، وتنسيق جميع الأنشطة المتعلقة بالتسويق مع فريق التسويق في سنغافورة.
ومن المؤكد استفادة شركة أرامكو للكيميائيات أيضًا من وجودها في شمال وجنوب شرق آسيا لتكون أقرب للعملاء المحتملين وإمكانية الوصول إلى مناطق تصنيع ذات معدل نمو مرتفع في جنوب شرق آسيا، بالإضافة إلى انتشار العملاء المحتملين من إندونيسيا إلى فيتنام، وأماكن بعيدة مثل الهند وباكستان، وسوف يتولى مكتب شركة أرامكو السعودية لتجارة المنتجات البترولية إدارة هذه العمليات في سنغافورة.
ويقول مدير فريق التسويق ليث الشبل إن خدمتنا واستمرارية توريد منتجاتنا هو ما يريد العملاء رؤيته وما يجب علينا أن نحققه لهم، فالعام الأول هو الأصعب، لذا يُستحسن أن تعرف منتجاتك جيدًا وأن تكون على أهبة الاستعداد للمنافسة، ومع توريد بترورابغ لـ800 ألف طن سنويًا وتوريد شركة إس-أويل لـ300 ألف طن وشركة فوجيان لـ395 ألف طنٍ، ومع توقع أن تورِّد شركة بينجرانج للتكرير والبتروكيميائيات في ماليزيا ما يقرب من 800 ألف طنٍ سنويًا، فإن شركة أرامكو للكيميائيات سوف تتحكم قريبًا في كمية ضخمة من منتجات البوليمر بحجم 2.4 مليون طن للبيع في جميع أنحاء العالم، في وقت تقع هذه المعامل في مواقع جيدة للاستفادة من عدد من اتفاقيات التجارة الحرة.