جاء إعلان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد بن عبدالعزيز الفالح، أول من أمس اكتشاف كميات كبيرة من الغاز للاستثمار في البحر الأحمر، ليؤكد التزام المملكة ممثلة بشركة أرامكو السعودية بزيادة قدرتها الإنتاجية من الغاز للاستفادة من الفرص التي يتيحها الاستخدام المتزايد له، سواء كمَصدر للطاقة أو كلقيم لقطاع الكيميائيات على حد سواء، إضافة إلى تلبية احتياجات المملكة من الطاقة. وكجزء من رؤية 2030، التي تنص في محورها الاقتصادي على أهمية مضاعفة إنتاجنا من الغاز، وإنشاء شبكة وطنية للتوسع في أنشطة توزيعه.
وكان الفالح قد أعلن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز للاستثمار في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن أرامكو السعودية بصدد تكثيف عمليات الاستكشاف خلال العامين القادمين، وذلك بعد التأكد من دراسة الجدوى الاستثمارية من هذا المشروع.
ووفقاً لتعليقات بعض المختصين سينعكس هذا الاكتشاف إيجاباً على توليد الكهرباء بالمنطقة الغربية، وتحويل النفط من وقود لتوليد الكهرباء إلى الصناعة والتصدير، وستتقدم المملكة كإحدى أهم دول العالم بإنتاج وصناعة الغاز.
ويشير تقرير أرامكو السنوي إلى أن احتياطيات الغاز الطبيعي في المملكة تبلغ 36.94 مليار برميل من النفط المكافئ، كما بلغت احتياطيات سوائل الغاز الطبيعي 35.1 مليار برميل، والغاز الطبيعى هو أهم مصادر الطاقة بالعالم من حيث النمو، وتأثيره على البيئة أفضل بمراحل من الفحم وحتى النفط
وبدأت شركة أرامكو السعودية منذ منتصف سبعينات القرن الماضي في استخلاص الغاز واستخدامه لتطوير منتجات إضافية ذات قيمة إلى جانب النفط، واليوم باتت أرامكو السعودية المورِّد الوحيد للغاز الطبيعي في المملكة، والتي تُعَدُّ، بدورها، سابع أكبر سوق للغاز الطبيعي في العالم.
والغاز الطبيعي الذي توفره شركة أرامكو السعودية هو منتج أساسي يُستخدم للوفاء بالطلب المتنامي على الطاقة في السوق المحلية ولتشغيل قطاعات متعددة، مثل صناعة الحديد والألمنيوم وتحلية المياه. كما أنه يُعد خيارًا فعالًا ونظيفًا للحرق النظيف للطاقة اللازمة لتشغيل هذه الأنشطة من جهة والحد من الانبعاثات من جهة أخرى. وبما أن إنتاج الشركة من الغاز الطبيعي ينتج عنه كميات كبيرة من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات، فإنها توفرها كلقيم لاثنين من القطاعات الرئيسة وهما البتروكيميائيات ومواد البناء.
ولا تقتصر فوائد توريد الغاز الطبيعي للمستهلكين المحليين كمصدر للطاقة واللقيم، ولكنه يتيح للشركة زيادة كمية النفط الخام المتوفرة للتصدير وتطوير منتجات أخرى عالية القيمة.
وعلى مدار السنوات الماضية، طورت شركة أرامكو السعودية بنية تحتية شاملة للغاز الطبيعي في المملكة، وذلك بهدف توريده لعملائها في الوقت المناسب وبفعالية. وتربط شبكة الغاز الرئيسة، وهي عبارة عن شبكة ضخمة من خطوط الأنابيب ومرافق المعالجة، مواقع إنتاج الغاز الأساسية في الشركة بمراكز الطلب في جميع أنحاء المملكة. وإلى جانب ذلك، تعمل فرض تصدير النفط وسوائل الغاز الطبيعي في الشركة كنقطة انطلاق لتوريد الغاز الطبيعي المُسال للمستهلكين في جميع أنحاء العالم.
وتلتزم شركة أرامكو السعودية بزيادة قدرتها الإنتاجية من أجل الاستفادة من الفرص التي يتيحها الاستخدام المتزايد للغاز، سواء كمَصدر للطاقة أو كلقيم لقطاع الكيميائيات على حد سواء.