توقع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز أن يشهد واقع تحديث التشريعات والأنظمة -وهي تسير نحو تحقيق أهداف رؤية 2030-، العديد من التغيرات الاقتصادية والاستحواذات بين شركات كبرى ومتوسطة في قطاع الخدمات اللوجستية، وأكد سموه أن التغييرات كانت جذرية وقوية على الواقع الاقتصادي بشكل خاص، وقال: إن من ينظر لهذه التغيرات كفرص تفتح آفاقا جديدة للعمل المتقن فسينجح ومن ينظر لها كعائق فعليه أن يترك السوق.وأضاف سموه وهو يقدم أمام حشد من رواد وشباب الأعمال في ديوانية شباب الأعمال التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة بلجنة شباب الأعمال الأحد الماضي بحضور معالي المهندس آنف أبانمي رئيس مؤسسة البريد السعودي ورئيس مجلس إدارة الغرفة الأستاذ عجلان العجلان، خلاصة تجاربه العملية وتجربته كرئيس لمجلس إدارة شركة إيراد القابضة وكمستثمر في قطاع الخدمات اللوجستية والتأمين وسلاسل الإمداد، أن الواقع كشف قصوراً في النقل والخدمات اللوجستية نتج عنه أن 70 % من البضائع التي تحط بدول الخليج تستهدف في حقيقتها أسواق المملكة، وقال: “لا مجال للحديث الآن عن القصور طالما بدأت الأمور تتغير للأفضل وسيكون المستقبل أفضل”.
وشهدت الديوانية التي ناقشت الخدمات اللوجستية وواقعها وكيفية الاستفادة من الفرص في هذا القطاع والمزايا التنافسية لموقع المملكة الجغرافي، العديد من المداخلات التي وجهها الحضور لسموه بهدف استقاء تجربته في العمل اللوجستي، وكانت المداخلات في أغلبها مبنية على كيفية التخطيط ودراسة الأفكار والابتكارات الجديدة لمواكبة المتغيرات المبنية على رؤية 2030، حيث قال سموه رداً على سؤال لأحد رواد الأعمال ابتكر “تطبيق” خاص بنقل البضائع كفكرة عالمية جديدة لكن أنظمة ولوائح هيئة النقل تعارضت مع فكرته: واصل مشروعك واصبر ولا تيأس، أنت مثال حسن للتشريع الجديد”.
وتداخل رئيس مجلس إدارة الغرفة في ذلك مؤكداً أن الغرفة تعمل باستمرار مع الجهات المعنية بالقطاعات كافة بهدف تكييف العديد من الأنظمة لتقبل الفرص الجديدة التي تحتاج لتهيئة وقبول داخل الأنظمة.وتحدث سموه عن تجربة الشراكة مع شركة ups العالمية وعن أسباب عدم التوسع في فتح فروع جديدة ولماذا لا تستقل شركته عن شركة ups، مشيرا أن الشراكة مع منشأة عالمية هي مكسب نستمد منه التقنية والأفكار الجديدة فلماذا ننفصل؟ وقال: إن التوسع يعني أن تقدم شيئاً أفضل، وإن لم يكن فلماذا التوسع.وفي سؤال عن تخوف رواد الأعمال للعمل في المناطق النامية قال: إن هؤلاء يحتاجون الدعم من الحكومة ومن القطاع الخاص على حد سواء، متحدثا عن بعض محطاته العملية وعدم توفيقه في بعضها ومنها عمله الإداري في إمارة منطقة الرياض ومشروع قول أونلاين الإلكتروني.وتحدث معالي المهندس آنف أبانمي رئيس مؤسسة البريد السعودي عن دور العنوان الوطني الذي استحدثه البريد السعودي في كيفية الدفع بواقع الخدمات اللوجستية من حيث التطوير وسرعة العمل، وفي تقديم خدمات لوجستية متكاملة تدعم التجارة الإلكترونية باستخدام أحدث التقنيات العالمية وأعلى معايير الجودة والتميز، بأيدٍ وطنية مؤهلة.
وكان رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض عجلان بن عبدالعزيز العجلان قد أكد في كلمته للديوانية أن رواد وشباب الأعمال، يلمسون الدعم الكبير والتشجيع من القيادة الحكيمة لتعزيز مساهمتهم القوية، مشيراً أن غرفة الرياض تستشعر مسؤوليتها تجاه شباب الأعمال وتعزيز دورهم من خلال ما تتبناه رؤية المملكة 2030.وقال عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة شباب الأعمال بغرفة الرياض علي العثيم: إن قطاع سلاسل الإمداد والخدمات اللوجستية يعد المحرك للقطاعات الصناعية والتجارية والخدمية، ويحقق التكامل بين الموردين والمصنعين والموزعين والناقلين ومزودي الخدمات لضمان سلاسة تدفقات المواد والخدمات والمعلومات والنقد من الموردين وحتى العملاء ورفع الكفاءة التشغيلية وتقليل التكلفة. وهو أحد أهم مرتكزات رؤية المملكة 2030 التي تستهدف جعل المملكة منصة لوجستية عالمية ما سيؤدي إلى زيادة الناتج المحلي من الموارد غير النفطية بنسبة 5 %، ومعدّل التوظيف في القطاعات غير النفطية بنسبة 4 % بحلول العام 2021. والوصول بالمملكة إلى المرتبة 25 عالمياً على مستوى أكثر من 160 دولة على مؤشر الأداء اللوجستي بحلول 2030.