رحبت الأمم المتحدة بتعهد المانحين الدوليين، في مؤتمر بروكسل، بتقديم دعم مالي غير مسبوق ناهز سبعة مليارات دولار لدعم المحتاجين للمساعدات الإنسانية في سورية وخارجها وكذا المجتمعات المضيفة في الدول المجاورة.
وقد شارك وزراء خارجية أكثر من 50 دولة في المؤتمر الذي عقده الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لحشد الدعم لمستقبل سورية والمنطقة. وأعرب منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك عن سعادته إزاء تأكيد المجتمع الدولي لتضامنه مع شعب سورية وجيرانها الذين يستضيفون عددًا هائلاً من اللاجئين. وقال لوكوك إن تحديد مستويات التمويل في وقت مبكر من العام يمنح الوكالات الإنسانية الثقة المطلوبة بشأن القدرة على مواصلة تنفيذ برامجها طوال العام. وأعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن تتمكن وكالات الإغاثة من الوصول إلى 11,7 مليون شخص داخل سورية، بمساعدات غذائية، وأن يشمل الدعم في مجال المياه والصحة ملايين آخرين.
وذكر بيان صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 2,5 مليار دولار، من إجمالي التعهدات، ستخصص لمنشأة الاتحاد الأوروبي للاجئين في تركيا.
وستمول التعهدات المعلنة في مؤتمر بروكسل الثالث خطة الاستجابة الإنسانية وخطة دعم اللاجئين الإقليمية، واللتين تنسق تنفيذهما الأمم المتحدة بالإضافة إلى أنشطة أخرى.
من جهته ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مع دخول النزاع في سورية عامه التاسع، المجتمع الدولي دعم السوريين في الاتحاد حول رؤية لمستقبلهم المشترك، بما يحمي المدنيين ويخفف من معاناتهم، قائلاً «إنه التزام أخلاقي وضرورة سياسية».
وأوضح الأمين العام في بيان له أن السوريين ما زالوا يعانون من واحدة من أسوأ الصراعات في العصر الحديث، مشيرًا إلى مقتل مئات الآلاف وتشويه الكثيرين جسديًا ونفسيًا.
وأضاف أن الشعب السوري في شمال شرق وشمال غرب البلاد ما زال يتعرض لخوف دائم من وقوع كارثة إنسانية أخرى، حاثًا جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها والتمسك بترتيب وقف إطلاق النار في إدلب، معربًا عن قلقه الشديد بشأن زيادة العمليات العسكرية المُبلغ عنها في الأسابيع القليلة الماضية. وشدد غوتيريس على ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي احترامًا كاملاً وحماية حقوق الإنسان عند التفكير في أي شكل من أشكال العمليات العسكرية من قبل أي جهة أوالتخطيط لها أوتنفيذها.
وشكر الأمين العام الجهات الدولية المانحة على دعمها السخي، حيث تعهدت بمبلغ قياسي قدره سبعة مليارات دولار لعام 2019 م للسوريين داخل البلاد وخارجها وللمجتمعات المضيفة في الدول المجاورة.
وأكد ضرورة إتاحة دعم دولي معزز بشكل عاجل، في حال أرادت أطراف النزاع التحرك بجدية نحو إيجاد حل سياسي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين.
وأعلن غوتيريس تأييده الكامل لمبعوثه الخاص غير بيدرسون، لتسهيل العملية السياسية، التي تقودها سورية ويمتلك زمام أمورها السوريون، لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015 م وبيان جنيف الصادر في يونيو 2012م.