قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أمس إن وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء وينستون بيترز سيسافر إلى تركيا “للرد” على تصريحات أدلى بها الرئيس رجب طيب أردوغان بعد مصرع ما لا يقل عن 50 شخصاً في هجوم على مسجدين في كرايستشيرش.
وتم توجيه تهمة القتل إلى الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً)، المشتبه بكونه من المتطرفين المعتقدين بتميز العرق الأبيض، يوم السبت بعد إطلاق النار على المسجدين أثناء صلاة الجمعة.
وقال أردوغان، الذي يسعى لحشد الدعم لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية المقررة يوم 31 مارس، إن تركيا ستجعل المهاجم يدفع ثمن جريمته إن لم تفعل نيوزيلندا.
جاءت هذه التصريحات خلال حملة انتخابية عُرض خلالها تسجيل مصور للقطات من واقعة إطلاق النار بثها المهاجم على فيسبوك.
وقالت أرديرن إن بيترز سيطلب توضيحاً عاجلاً.
وقالت للصحفيين في كرايستشيرش “سيواجه نائب رئيس الوزراء هذه التصريحات في تركيا. سيذهب إلى هناك لاستجلاء الحقائق وجها لوجه”.
وانتقد بيترز في وقت سابق بث تسجيل مصور لواقعة إطلاق النار وقال إن هذا يمكن أن يعرض حياة النيوزيلنديين في الخارج للخطر.
وعلى الرغم من تدخل بيترز ظهر مقتطف من بيان المهاجم مرة أخرى الثلاثاء على شاشة خلال تجمع انتخابي لأردوغان فضلاً عن لقطات تظهر دخول المهاجم أحد المسجدين وإطلاقه النار لدى اقترابه من الباب.
تشييع الضحايا
حمل مشيعون جثامين ضحايا الهجوم المسلح على المسجدين في نعوش مفتوحة وتوجهوا إلى مقبرة ميموريال بارك في مدينة كرايستشيرش أمس لإجراء أول مراسم دفن 50 شخصاً قتلوا في الهجوم.
وقال جولشاد علي الذي جاء من أوكلاند للمشاركة في الجنازة الأولى “رؤية الجثمان وهو يوارى الثرى من اللحظات المؤثرة للغاية بالنسبة لي”.
وتجمع مئات الرجال والنساء لحضور مراسم الدفن.
ومعظم الضحايا من المهاجرين أو اللاجئين من بلدان مثل باكستان والهند وماليزيا وإندونيسيا وتركيا والصومال وأفغانستان وبنغلادش وكان أصغرهم طفلاً في الثالثة من العمر وُلد في نيوزيلندا لأبوين مهاجرين من الصومال.
وكان أب سوري يدعى خالد وابنه حمزة أول المدفونين.
وقالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، التي تزور المدينة لثاني مرة منذ الهجوم “لا أستطيع أن أخبركم بمدى ألمي… أسرة تأتي إلى هنا طلباً للأمان وكان ينبغي أن يكونوا في مأمن هنا”.
وجرت مراسم الدفن تحت حراسة أمنية مشددة.
ودُفن ستة من الضحايا الأربعاء ومن المتوقع دفن المزيد خلال الأسبوع.
وقالت أرديرن إن صلاة الجمعة المقبلة في نيوزيلندا سيجري بثها على مستوى البلاد كما سيتم الوقوف دقيقتين حداداً على الضحايا.
وأضافت “هناك رغبة في تقديم الدعم للجالية المسلمة عندما يعودون إلى المساجد يوم الجمعة”.
ويجرى ترميم مسجد النور استعدادا لصلاة الجمعة المقبلة بعد أن خلف الرصاص آثاراً على جدرانه وشهد سقوط 50 قتيلاً.
تحقيق دولي
وقال قائد الشرطة النيوزيلندية إن أجهزة مخابرات عالمية، بما في ذلك مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي وأجهزة من أستراليا وكندا وبريطانيا، تعد ملفاً عن المهاجم.
وقال مفوض الشرطة مايك بوش في إفادة إعلامية في العاصمة ولنجتون “أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا تحقيق دولي”.
وأفادت الشرطة بأنه جرى التعرف على هوية 21 ضحية حتى مساء الثلاثاء ومن المتوقع استكمال التعرف على بقية الضحايا لاحقاً قبل تسليم الجثث لدفنها.