عززت المملكة قوتها الاقتصادية في العالم بفضل تمكنها من رفع إجمالي احتياطياتها النفطية المثبتة إلى 268.5 مليار برميل من النفط و325.1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز بعد أن منّ الله على البلاد باكتشافات وتطوير حقول جديدة للنفط والغاز على اليابسة وفي البحار، والتي ساهمت أيضاً بمنح القوة لدول مجلس التعاون الخليجي لتمتلك أكبر احتياطيات مثبتة من النفط الخام في العالم يبلغ إجماليها حوالي 495 مليار برميل تمثل 29.6 % من الإجمالي العالمي.
في حين تنفذ بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا استثمارات كبيرة في توسعة المصافي القائمة وإضافة مصاف جديدة، لزيادة إجمالي إنتاج النفط والغاز في هذه البلدان، وتبلغ القيمة الإجمالية لمشروعات النفط والغاز النشطة في إيران والعراق مجتمعة أكثر من 323 مليار دولار، كذلك تستثمر دول مثل الجزائر ومصر بكثافة في تطوير حقول الغاز ومرافق تخزين الغاز لزيادة الحجم الحالي لتجارة الغاز مع الدول الأخرى.
ويوجد أكثر من 2,755 مشروعًا للنفط والغاز في 15 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع تطورها من الفكرة إلى الانتهاء. وتشتمل مشروعات النفط الغاز على استثمارات المنبع للاستكشاف والإنتاج بعدد 1003 مشروعات، ومشروعات المصب التحويلية بعدد 402 مشروع، ومنشآت المعالجة بعدد 686، ومنشآت التخزين بعدد 263، ومشروعات البنية التحتية بعدد 101.
في حين تتزعم المملكة قيادة أغلب المشروعات وأضخمها استثمارا وحجما وإنتاجا بالتحول والتركيز على المنتجات والمشتقات المتطورة والمبتكرة التي تتنافس عدة شركات سعودية لإدخالها لأول مرة في المنطقة بمشروعات بملكية سعودية 100 % أو مشتركة بأغلبية أسهم سعودية، في وقت تهيمن شركة أرامكو السعودية للتوسع في استثماراتها المحلية والعالمية من المنبع إلى المصب إلى المستهلك النهائي في مختلف المواقع الاستراتيجية في العالم لضمان أكبر استثمار للبرميل المنتج بأعظم الفوائد.
وأحرزت أرامكو بالفعل تقدماً كبيراً في تأسيس مشروعات مشتركة في استثمارات التنقيب عن الغاز وإنتاجه على الصعيد الدولي، والاستثمار في سلسلة القيمة للغاز الطبيعي المسال والتنقيب والتطوير وتخزين المنتجات، في ظل جهود أرامكو وخططها لرفع طاقتها التكريرية إلى نحو 8 ملايين برميل قبل نهاية العام 2025م وتوقعات بلوغها المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج وتصدير مشتقات النفط بحلول 2030م.
وتواصل أرامكو عبر شركتها التابعة «أرامكو للتجارة» رفع حجم تجارتها وتداولها للنفط الخام ومشتقاته البالغة حالياً أربعة ملايين برميل يومياً لتصل إلى ستة ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020 تقودها مشروعات أرامكو التوسعية في مصافيها العالمية القائمة والجديدة في وقت اقتربت أرامكو من الدخول في تجارة الغاز الطبيعي المسال من سنغافورة.
في وقت تتداول الشركة تلك المنتجات يومياً وعلى مدى 24 ساعة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أوروبا والأميركتين وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط من خلال أسطول ضخم يضم أكثر من 40 سفينة، تُنفِّذ أكثر من 12 رحلة شهرياً ما يعادل 1440 رحلة بحرية سنويًا.
وتضخ المملكة حالياً لاسيما في اكتشافات ومعالجة وتسويق الغاز الطبيعي استثمارات بقيمة 150 مليار دولار وهو وقود بيئي نظيف يساهم في سد الفجوة الذي أقرته الاتفاقية الدولية لاستبداله عوضاً عن الفحم، ومن المتوقع أن يصل الإنتاج إلى 23 مليار قدم مكعب في اليوم خلال عقد من الزمن، أي ما يعادل 60 في المئة من السوق العالمية الحالية للغاز الطبيعي المسال في ظل تدفقات هائلة تتداولها أرامكو تجارياً وأخرى جاري اكتشافها في باطن الأرض وجوف الصخر وأعماق البحر.