قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر إن الشركة، ستبني نشاط غاز عالمياً وتحول مزيداً من النفط الخام إلى كيميائيات في مسعى لتقليص بصمتها الكربونية.
وأضاف على هامش أعمال منتدى التنمية في الصين أمس إن أرامكو تبني “جسراً للطاقة” بين المملكة والصين لتلبية الطلب المتزايد لمستهلكي الطاقة في آسيا فضلاً عن الكيماويات والغاز الطبيعي المسال. وقال “ينبغي أن نساعد الأطراف ذات الصلة بأعمالنا -بما في ذلك هنا في الصين وآسيا عموماً- وندرك أن النفط والغاز سيظلان حيويين للطاقة عالمياً لعقود مقبلة”.
وتابع “يجب أن نطمئنهم إلى أنه في ظل استثماراتنا الخاصة طويلة الأمد بوسعهم أن يستمروا في الاعتماد على حزام الأمان الذي وفرناه لهم دائما”.
وفي نوفمبر الماضي، قال الناصر إن استراتيجية أرامكو للتوسع في الغاز تحتاج استثمارات 150 مليار دولار على مدى العقد المقبل مع تخطيط الشركة لزيادة الإنتاج وأن تصبح مصدراً للغاز لاحقاً.
وتواصل الشركة برنامج التنقيب عن الغاز التقليدي وغير التقليدي وإنتاجه لتغذية الصناعات سريعة النمو وتحرير المزيد من الخام للتصدير أو لتحويله إلى كيميائيات.
وقال الناصر إن البصمة الكربونية للسعودية بين الأقل على مستوى العالم وإن لديها أقل كثافة للغازات المسببة للاحتباس الحراري بين موردي الخام للصين.
وأرامكو مستثمر رئيس في قطاع الطاقة في الصين. وفي فبراير وقعت اتفاقاً مع مجموعة نورينكو الصينية للصناعات العسكرية لإقامة مجمع تكرير وبتروكيميائيات بعشرة مليارات دولار وآخر لشراء حصة في تشجيانغ للبتروكيميائيات.
وكانت المملكة أكبر مورد للخام للصين في فبراير حسبما أظهرت بيانات الإدارة العامة للجمارك في الصين يوم الاثنين لتستعيد الصدارة من روسيا بعد أن جاءت في المركز الثاني في يناير.
وأكد الناصر، أن الاقتصاد الصيني المتنامي أسهم بشكل بارز في دفع عجلة الاقتصاد العالمي، معتبرًا أن الصين تمر بمرحلة مهمة لتلبية متطلبات مبادرتها الرائدة “الحزام والطريق” والتي يتطلب نجاحها توفّر قدر كافٍ من الطاقة النظيفة ذات التكلفة المناسبة بما يحقق استمرار النمو الاقتصادي في الصين والعالم.
وقال: “أنا على يقين بأن استخدام مزيج من موارد النفط والغاز النظيف مع مصادر الطاقة المتجددة سيساعد الصين على تحقيق أهدافها الاقتصادية”، مضيفًا أن أرامكو السعودية مستعدة للعب دور رائد وضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات تشمل البنية التحتية في قطاع الطاقة، لضمان وصول الصين وكافة الدول الشريكة في مبادرة الحزام والطريق إلى موارد الطاقة الموثوقة وطويلة الأمد”.
والتقى الناصر أثناء مشاركته في المنتدى رئيس الوزراء الصيني ونائبه، حيث أعربا عن تقديرهما العميق لجهود أرامكو السعودية واستثمارها في مشروعٍ مشتركٍ متكاملٍ في قطاع التكرير والكيميائيات في مدينة بانجين الواقعة في مقاطعة لياونينغ الصينية. وأشاد رئيس الوزراء، السيد لي تشيانغ، بحرص أرامكو السعودية على المتابعة المتواصلة لسير أعمال المشروع المشترك بعد توقيع الاتفاقية في شهر فبراير الماضي، أثناء زيارة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- للصين مؤخرًا. واستعرض الناصر مع رئيس الوزراء الصيني خطط أرامكو السعودية المستقبلية في منطقة غيغيانغ لتوسيع مجالات أعمالها في قطاع التكرير والكيميائيات.
وكانت أرامكو السعودية قد وقّعت خلال زيارة ولي العهد الأخيرة إلى الصين، عدة اتفاقيات أعمال مع مؤسسات وشركات الطاقة الصينية، شملت: اتفاقية إطلاق مشروع مشترك مع مجموعة نورينكو وبانجين سينسين لتطوير مجمع متكامل للتكرير والبتروكيميائيات في مدينة بانجين بإقليم لياونينغ في الصين ويعتبر من أكبر الاستثمارات الأجنبية في الصين. إضافة إلى ثلاث اتفاقيات للاستحواذ على حصة تبلغ 9 % في مجمع غيغيانغ المتكامل للتكرير والبتروكيميائيات الذي ينتج 800 ألف برميل يوميًا.