منذ انطلاق حركة السترات الصفراء قبل أربعة أشهر، نصبوا الخيم في العراء في بلدة نويون شمال فرنسا ولا يزالون مصرين على البقاء فيها وهم ناشطين مصممين على عدم التراجع، ويؤكدون أنه في حال توقفهم سيكون الأمر أكثر سوءاً.
من المؤكد أن قدرة هذه الحركة على التعبئة قد تراجعت كثيراً منذ انطلاقها في السابع عشر من نوفمبر للتنديد بسياسات الرئيس إيمانويل ماكرون المالية والاجتماعية، وخاصة بسبب تكرار أعمال العنف خلال تظاهراتهم الأسبوعية.
وهم ينزلون مجدداً إلى الشارع السبت للمرة العشرين على التوالي وسط اجراءات أمنية مشددة.
ويؤكد عدد من محتجي السترات الصفراء في نويون عزمهم على مواصلة الكفاح حتى النهاية، وهذا ما تؤكد عليه ستيفاني التي تؤمن تواجداً في المخيم خلال الليل بشكل خاص.
تقول هذه الثلاثينية العاطلة عن العمل والأم العزباء سهر الليل مرهق، ونعد الدقائق بانتظار وصول المناوبين الصباحيين.
من جهته يقول فيكتور العامل السابق في مصنع كونتينانتال للإطارت في كليروا الذي اغلق عام 2010 إثر نزاع مع عماله، الأكثرية هنا من العمال، إلا أن بيننا مدرسين ومحامياً وفنانين ومتقاعدين.
أما كارولين فتقول بفخر نحن هنا في مقر قيادتنا ويتوقف السائقون أحياناً لأخذ الصور معنا. وهي حاليا عاطلة عن العمل وتبحث عن أي عمل في مجال الطب البيطري.
- الوقت توقف
لوكريس التي تعمل في مجال التوزيع تشرح الحياة في المخيم: تأمين الطعام، قطع الحطب، إشعال النار، الإعداد للإجتماعات والاستعداد للمشاركة في التحركات. تتابع شارحة أن العديد من الأشخاص يزوروننا بشكل دوري لإحضار بعض الحطب أو القهوة، ما يؤكد لنا أننا لا نزال نحظى بالدعم.
كم سيتمكنون من الصمود في هذا المخيم؟ الجواب يأتي واحداً من الجميع: حتى النهاية. ومع أنهم يؤكدون تمسكهم بتحسين القدرة الشرائية للفرنسيين، فإنهم يتخوفون من المستقبل.
ويشتكي البعض من عدم تفهم أفراد من عائلاتهم تمسكهم بالتحرك حتى النهاية.
أما مادلين فتقول نتساءل كل أسبوع اذا كنا سنتمكن من الحفاظ على تعبئتنا، فالأمر مرهق جسديا ونفسيا.
ولا تزال مادلين تأمل بالحصول على شيء ما من الحكومة، معتبرة أن التوقف من دون مكاسب سيكون مؤلماً جداً.