تعكف منظومة الطاقة والصناعة بالمملكة على بحث إقامة مصنع لصفائح الحديد في مدينة رأس الخير ليدعم صناعة السيارات وقطع غيارها في وقت تعكف المملكة على دراسة تطوير مدينة لصناعة السيارات بالمملكة وتوفير العديد من المزايا والتسهيلات للمستثمرين بوفرة المواد الأولية في المملكة ومنها صفائح الألمنيوم، والألمنيوم المسال، والمطاط، والبلاستيك، وغيرها بأسعار منافسة في ظل نجاح القوى الصناعية بالمملكة شركات “أرامكو” و”سابك” ومعادن في إنجاز عدة مشروعات توفر اللقيم والمواد الخام والوسيطة لازدهار صناعة السيارات. في وقت قدر مستثمرون حجم الاستثمارات التي ضخت من الثلاثي لدعم صناعة السيارات والصناعات التحويلية إجمالاً بقيمة حوالي 150 مليار ريال في السنتين الأخيرتين شملت إنجاز عدة مصانع للكيميائيات الوسيطة التي تدخل في صناعة السيارات ومكوناتها والتي من المخطط أن تستقطب صناعات ذات صلة وفتح عشرات آلاف الوظائف، فضلاً عن عقد الصفقات مع كبار مصانع السيارات في العالم لتزويدهم باللقيم والمواد المتخصصة لتطوير صناعة السيارات.
وقال لـ “الرياض” وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح إن الهيئة الملكية للجبيل وينبع تدرس إنشاء مصنع حديد متخصص لصفائح الحديد ذي مواصفات عالمية يخدم هذه الصناعة وبالمستقبل سيكون جنباً إلى جنب سلسلة مصانع الألمنيوم في مدينة رأس الخير الذي يجمع ما بين الألمنيوم والحديد والبلاستيك والتي تخدم صناعة السيارات في المرحلة المقبلة والسفن، وناقلات النفط العملاقة.
في وقت تواصل وزارة الطاقة جهودها لتنفيذ إستراتيجية التعدين الجديدة ونجاحها في إعادة هيكلة وتطوير قطاع المعادن في المملكة للاستغلال الأمثل للثروة المعدنية لتحقيق نحو 100 مليار ريال سنوياً من قطاع المعادن وفق الرؤية 2030 وتوفير 90 ألف وظيفة، في ظل ضخ الدولة تكاليف باهظة تزيد عن 130 مليار ريال في مشروعات البنية التحتية والتجهيزات الأساسية في مدينة رأس الخير حاضنة قطاع المعادن وهناك مشروع توسعة مصهر الألمنيوم والذي سيجعل المملكة من أكبر عشرة منتجين للألمنيوم في العالم بتكلفة إجمالية بقيمة 3.5 مليارات دولار. وسيوفر هذا المشروع آلاف الوظائف ويعزز بناء صناعات تحويلية لمنتجات الألمنيوم في مدينة رأس الخير”. ونجحت من جانبها شركة معادن في إنتاج خام الألمنيوم الذي يشكل نواة أساسية في صناعة وسائل النقل المختلفة في مدينة رأس الخير الصناعية التي بدأت تجذب العديد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة وسائل النقل وتشمل السيارات والطائرات وعربات السكك الحديدية حيث تخطط لبناء مصانع لتجميع المركبات وخاصة السيارات ضمن مشروعات منطقة الصناعات التحويلية في رأس الخير. وتدرس الآن عدة شركات عالمية مهتمة في صناعة مركبات وسائل النقل والصناعات التحويلية الأخرى خططاً حول إقامة مصانع مشتركة أو بملكية منفردة 100 % ضمن الاستثمار الأجنبي المباشر في رأس الخير ترتكز على وفورات الألمنيوم المصهور بأشكاله المتعددة التي تتضمن سبائك الألمنيوم التي يتم تحويلها في مصنع معادن للدرفلة لصفائح ألمنيوم تستخدم في تصنيع علب المشروبات والأغذية وهياكل السيارات من مجمع معادن للألمنيوم الأكثر كفاءة على مستوى العالم والأكبر حجماً واستثماراً ضخت معادن من أجله استثمارات هائلة بلغت تكلفتها 40.5 مليار ريال.
ويأتي هذا الحراك الكبير لصناعة السيارات بالمملكة مدعوماً بنجاح معادن للألمنيوم في الإنتاج التجاري والتسويق لمختلف أسواق العالم، فيما بلغ حجم الاستثمار في منظومة تعدين الألمنيوم أكثر من 135 مليار ريال تشمل سكك الحديد، ومحطة الكهرباء، ومدينة رأس الخير، ومدينة وعد الشمال في شمال المملكة التي بدأت مشروعاتها الإنتاج التجاري.
من جانبها تعكف “سابك” على مواصلة عقد صفقات جديدة مع أكبر منتجي السيارات في العالم على غرار صفقاتها الناجحة مع شركة فولكس واجن، وجاكوار، ولاند روفر، وغيرها من مصانع السيارات التي بدأت الاعتماد على المنتجات البلاستيكية المبتكرة من الكيميائيات التي تنتجها “سابك” في عدة مصانع محلية وعالمية فضلاً عن مشروعات “سابك” ومنتجاتها الجديدة لدعم صناعة السيارات التي أضافت استثمارات جديدة بقيمة أكثر من 18 مليار ريال عبر مصانع جديدة في شركة كيميا بالتحالف مع اكسون الأميركية لإنتاج المطاط البالغة حجم استثماراته 12.7 مليار ريال، والتحالف مع شركة ميتسوبيشي اليابانية في مشروع الشركة السعودية للميثاكريليت “سماك” والتي تدخل منتجاتها في صناعية السيارات وبتكلفة كلية لتأسيس الشركة وإنشاء المشروع تبلغ 4.5 مليارات ريال.