أدّت غارة جوية استهدفت مطار طرابلس الاثنين إلى توقّف حركة الملاحة فيه، وأعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لاحقاً مسؤوليّته عنها.
ودان الممثّل الخاصّ للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة الغارة الجوّية على مطار معيتيقة، وقال في بيان: «هذا المطار هو الوحيد العامل في العاصمة والمتاح أمام المدنيين».
وتُواصل قوّات حفتر هجومها ضدّ طرابلس، وسط معارك عنيفة مع خصومها، ما أدّى إلى سقوط عشرات القتلى ونزوح أكثر من 3400 شخص.
وقال المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري في مؤتمر صحافي: «الهجوم كان يستهدف طائرةً عسكريّةً من طراز ميغ 23 ومروحيّة هليكوبتر».
وعلّقت سلطات الملاحة الليبيّة حركة النقل الجوّي في المطار حتّى إشعار آخر.
وإضافة إلى سيطرتها على المناطق الشرقيّة، بسطت قوات حفتر نفوذها في جنوب ليبيا وتستهدف حالياً الغرب.
وقُتل 35 شخصًا على الأقلّ وأصيب أربعون بحسب حصيلة لوزارة الصحة، منذ الخميس الماضي.
من جانبها أعلنت قوات حفتر مساء السبت مقتل 14 عنصراً في صفوفها.
وعادت الاشتباكات إلى جنوب العاصمة صباح الاثنين بعد هدوء ليلي، وذلك لليوم الخامس على التوالي بحسب ما أكد صحافيّون تمكّنوا من الاقتراب من الجبهة.
واستعرت الاشتباكات مجدّداً في محيط المطار الدولي، غير المستخدم منذ تدميره في اشتباكات 2014 والواقع على بعد 30 كيلومتراً جنوب طرابلس. ووفق صحافيين، فإنّ المطار كان بأيدي القوات الموالية لحكومة الوفاق في حدود منتصف نهار الاثنين.
وسُجّلت اشتباكات أيضاً في وادي الربيع جنوب طرابلس.
ودعت مفوّضية الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين الأطراف المتحاربين إلى «ضمان سلامة جميع المدنيّين» و»السّماح بوصول مستمرّ للمساعدات الإنسانيّة».
في وقت لاحق، قال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمم المتّحدة، لصحافيّين في نيويورك، إنّ هناك 3400 شخص نزحوا بسبب المعارك.
وأضاف «الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة طاولت مناطق سكنيّة، وهناك عدد غير محدّد من المدنيّين غير قادرين على الفرار من هذه المناطق».
كما أفاد شهود عيان بوقوع هجوم مسلح أمس الثلاثاء على بلدة الفقهاء جنوبي ليبيا.
وقال الشهود لوكالة الأبناء الألمانية، الهجوم أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة ثلاثة آخرين في المدينة الخاضعة للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر المتحالف مع مجلس النواب الليبي.
وأضاف الشهود أنه بعد منتصف الليل دخلت مجموعات مسلحة على متن 13 سيارة إلى منطقة الفقـهاء وقاموا بفصل الاتصالات والكهرباء، وأشاروا إلى أنهم قاموا بقتل جندي في مقر الحرس البلدي وانتقلوا بعدها إلى رئيس الفرع البلدي بالمدينة أحمد ساسي وقاموا بقتله وحرق منزله ومنازل أخرى لشخصيات مطلوبة لديهم، فضلاً عن مقتل شخص مجهول الهوية. وبحسب الشهود، فإن المجموعة المسلحة غادرت المنطقة فجراً.
من جانبه، قال محمد القبائلي المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية في جنوب ليبيا: «المهاجمون ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي».
من جهة أخرى ذكرت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن المنشآت الصحية قرب العاصمة الليبية طرابلس أعلنت عن مقتل 47 وإصابة 181 خلال الأيام الماضية.
وحذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من تجدد الصراع.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جاساريفيتش: «معظم القتلى من المقاتلين فيما يبدو غير أن من بينهم بعض المدنيين ومنهم طبيبان».
ويهدد الصراع بعرقلة إمدادات النفط ويزيد من وتيرة الهجرة إلى أوروبا ويبدد الآمال في انتخابات تنهي التنافس بين إدارتين موازيتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه «شعب ليبيا محاصر منذ فترة طويلة بين أطراف متحاربة عديدة، ويعاني بعض من أضعف الفئات من بعض من أشد الانتهاكات لحقوقهم الإنسانية».
وأضافت «أناشد كل الأطراف التوحد لتجنب مزيد من العنف وإراقة الدماء اللذين لا معنى لهما».