وقفت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في هول الصدمة أمام عودة مجلس النواب اليمني وإعادة تفعيل جلساته في سيئون بمحافظة حضرموت، وبدت متخبطة ومنعدمة الخيارات، إذ زادت عزلتها شعبياً وسياسياً ودولياً بفعل عودة السلطة التشريعية للعمل ضمن الشرعية، وتعرّت أكثر من الناحية الدستورية والوطنية، كما أن عملية توافق الأحزاب والقوى والكتل البرلمانية اليمنية وعودة انعقاد البرلمان شكلت ضربة قضت على آخر آمال الميليشيات الانقلابية في استنساخ البرلمان ومحاولتها الفاشلة لدمجه ضمن الانقلاب المدعوم إيرانياً.
واعترفت قيادات حوثية أنهم وقعوا في شر أعمالهم عندما اعترفوا بمجلس النواب وذهبوا لإجراء انتخابات شكلية تكميلية للدوائر الانتخابية الشاغرة في مسرحية وصفتها الحكومة الشرعية اليمنية بالهزلية، في حين كانت الميليشيا تراهن على عدم اكتمال نصاب انعقاد مجلس النواب، لكنها كانت على موعد مع يوم ثقيل عليها، وشاهدت فيه التئام البرلمان بعدد بلغ النصاب وبأغلبية مريحة وقفت أمامها الميليشيا قلقة وهي تراقب الزخم المحلي والدولي الكبير الذي رافق عودة مجلس النواب اليمني بدعم وإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية.
وعن أهمية عودة البرلمان ودور التحالف العربي بقيادة المملكة في ذلك، يقول البرلماني اليمني حميد عبدالله الأحمر: إن انعقاد مجلس النواب سيعزز من ثقة التحالف العربي بقيادة المملكة في صوابية ما قام به من مساندة للشرعية وأنها لم تكن مقتصرة على طلب ورغبة رئيس الدولة فقط، وإنما رغبة وطلب من مؤسسات الدولة المختلفة، مشيراً إلى أن البرلمان انعقد بنصاب كامل في مدينة سيئون ليؤكد جميع أعضائه الحاضرين شكرهم وتقديرهم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن هذه الدفعة ستزيد من حماسة التحالف وأنه سيكون هناك أداء ميداني أفضل وأكثر ثقة وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الغاشم في وقت أسرع.
ووصف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، انعقاد مجلس النواب اليمني بمدينة سيئون لأول مرة منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة الشرعية، بـ”الخطوة المهمة” نحو تفعيل دور المؤسسات الدستورية في اليمن وتأكيد حضورها الفاعل في الساحة اليمنية ومساندتها للشرعية اليمنية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وعبر عضو مجلس النواب اليمني، مفضل الأبارة عن تقديريه وتثمينه لدور مملكة الحزم والعزم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في دعم ومساندة السلطة الشرعية، مشيراً إلى أن المملكة لم تقصر في تسهيل انعقاد البرلمان بالسلاسة التي تمت وإعادة تفعيله ليتسنى له القيام بدوره في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومواجهة خطر المشروع الإيراني وتهديده للدولة اليمنية وأمن المنطقة. وقال الأبارة في تصريح : إن سلطات الدولة الشرعية المنوط بها استعادة الجمهورية ودحر الانقلاب اكتملت بعد أكثر من أربع سنوات من الانقلاب الغاشم على السلطة الشرعية واجتياح العاصمة صنعاء، معتبراً عودة عمل البرلمان من مدينة سيئون محطة فارقة في مسيرة العمل الوطني عامة والبرلماني خاصة. ويلفت الأبارة إلى أن ثمة مهام جسيمة منوطة بمجلس النواب سواء على الصعيد الداخلي من خلال موازنة الدولة والقيام بدوره الرقابي والتشريعي أو على الصعيد الإقليمي والدولي من خلال التواصل مع برلمانات العالم ومؤسساته الديمقراطية لإزالة اللبس حول الحرب التي فرضت على اليمنيين من قبل مليشيات الانقلاب.