تجري شركة أرامكو السعودية محادثات لشراء حصة من أعمال التكرير والكيميائيات في شركة “ريلاينس” للصناعات المحدودة وهي أكبر شركة هندية من حيث قيمتها السوقية وثاني أكبر شركة هندية من حيث الأرباح والمملوكة بغالبية أسهمها للملياردير الهندي موكيش أمباني بنسبة 44.7 %، في وقت تدرس المجموعة الهندية بيع ما يصل إلى 25 % من أعمال التكرير في صفقة قد تجلب ما لا يقل عن 37,5 مليار ريال (10 مليارات دولار)، وفقاً لأنباء هندية.
في وقت ألمح مستثمرون إلى ان أرامكو تدرس أيضا الاستثمار في مصفاة هندية جديدة تخطط “ريلاينس” لبنائها مشيرين إلى أن المناقشات في مرحلة مبكرة وقد يكون التقييم عقبة أمام أي اتفاق على بيع حصة، وتدرس أرامكو مختلف الصفقات التي من شأنها أن تزيد من فرص استحواذها على عمليات تكرير “ريلاينس”، رغم أنها لم تتخذ قرارًا بشأن الشكل الذي سيتخذه أي استثمار في نهاية المطاف.
وتعتمد “ريلاينس” على المستثمرين المحتملين بما في ذلك شركة أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية لقياس اهتمامهم. ولفتت مصادر إلى أن شركات النفط العملاقة في منطقة الشرق الأوسط مثل أرامكو وأدنوك تتوسع في عمليات التكرير حيث تسعى للانتقال من كونها منتجة خالصة إلى شركات طاقة أكثر تكاملاً.
وتأتي صفقة “ريلاينس” في وقت ارتفعت كومة ديونها على مدى السنوات القليلة الماضية حيث قامت المجموعة الهندية بصرف الأموال في قطاعات جديدة مثل الاتصالات بضخ 32 مليار دولار في نهاية ديسمبر الماضي حسب البيانات المعلنة. وتدرس شركة “ريلاينس” بناء مصنع ثالث في مجمع “جامنقار” العملاق في ولاية جوجارات بغرب الهند، وسيكون بمقدور المنشأة المقترحة معالجة ما يصل إلى 30 مليون طن من النفط الخام سنويًا، مما سيعزز قدرتها على تكرير النفط بمقدار النصف.
وتشكل السوق الهندية لأرامكو أولوية استثمارية نفطية تكريرية بتروكيميائية وتستثمر في أضخم مصفاة نفط ومجمع للكيميائيات في الهند بقيمة 44 مليارا، وبطاقة إنتاجية تبلغ 1,5 مليون برميل يومياً ما يعزز من خطط أرامكو لتلبية الطلب المتزايد على الوقود في الهند وتوفير مصدر آمن وموثوق من الإمدادات النفطية السعودية بمشاركة شركة النفط الهندية التي تمتلك أكبر طاقة تكريرية في الهند بطاقة 80.7 مليون طن سنوياً من الوقود في وقت تمضي أرامكو لتحقيق خطط الهند الاستراتيجية لتصبح مركزا للتكرير ورفع قدرتها التكريرية إلى حوالي 150 مليون طن سنويا بحلول العام 2030.
وتنظر أرامكو إلى أن آفاق نمو أسواق الطاقة في الهند ضخمة جدًا وأن إمدادات الطاقة اللازمة لنمو الهند ستكون مهمة لا سيما الإمدادات النفطية في وقت تحقق الهند وضع اقتصادي مميز بنسبة نمو كبيرة بنحو 7 % سنويًا، مع إيجابية المؤشرات المستقبلية والتي تتوقع أن تستمر الهند خلال العشرين سنة القادمة في تحقيق مستويات نمو كبيرة، وأن يتضاعف اقتصاد الهند من حيث الحجم ليشكّل 15 % من الاقتصاد العالمي بحلول العام 2050م، مما سيجعله ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فضلًا عن ثروة الهند البشرية الهائلة التي تدعم المناخ العام للأعمال والاستثمار في الهند.
وتضيف هذه الصفقة في حال اكتمالها قوة لاستراتيجية أرامكو في التحول الكبير نحو مشروعات الاستحواذ والدمج الشاسعة في قطاع التكرير والتي تفتح آفاقاً أرحب لزيادة إمداداتها النفطية لدعم مصافيها الدولية بملايين البراميل يومياً.