قال سعيد قاسم نجاد كبير الخبراء في الشأن الإيراني في معهد FDD في واشنطن، إن الخطوة الحالية بإنهاء الاستثناءات على مشتري النفط الإيراني، هي الأكثر تأثيراً في اقتصاد إيران الذي يرفعه أو يدمر النفط، وهذا رأيناه جلياً في سورية حيث تضربها أزمة وقود بسبب العقوبات على إيران، عجز إيران عن تزويد ميليشياتها وشركائها بأي موارد.
ويقول قاسمنجاد في حديث إن أبعاد هذا القرار تشي بجدية كبيرة لدى الإدارة لضرب النظام الإيراني وقدرته على بث الفوضى، والحصول على الموارد، فقبل أيام، أشارت بيانات النمو الاقتصادي في الصين إلى أن البلاد ستحتاج إلى المزيد من الوقود، ما يرى قاسم نجاد أنه استراتيجية محكمة من الإدارة لتغيير التحالفات النفطية في العالم وإبعاد الكل عن إيران، حيث تأتي خطوة إلغاء الاستثناءات في وقت تحتاج فيه الصين لكميات كبيرة من الوقود.
ويردف: الآن نحن أمام أزمة في ليبيا تدمر إنتاجها النفطي وأزمة أخرى في فنزويلا ورغم ذلك نجد الرئيس الأميركي الذي لا يريد للأسعار أن ترتفع، يمنع الايرانيين من بيع نفطهم ما يعني هذا أن الاستراتيجية ضد النظام الإيراني تعمل على أكمل وجه، وأن التضامن بين الحلفاء يشهد انسجاما واتفاقا على الاستراتيجية ضد النظام الإيراني.
ويؤكد نجاد على أن إنهاء هذه الاستثناءات نهائية ولن يكون بعدها أي استثناء لأي بلد، وما ستقوم به ايران هو محاولة بيع بعض الدول نفطها بحاملات مهترئة وبشكل مهرّب وغير قانوني وطبعاً بأسعار بخسة تفقد النفط الإيراني معظم قيمته وتجعل استخراج النفط من إيران أكثر صعوبة وكلفة بسبب العقوبات وانعدام الموارد. ويشير نجاد إلى أن التعاون العالمي ضد إيران بلغ ذروته ولم يكن بهذا الشكل في أي وقت سابق، فمصر تمنع مرور الحاملات الإيرانية من النفط، ما أدى إلى مانراه في سورية من فقدان الوقود نهائياً. كما تتعاون روسيا على أكمل وجه لتمنع إيران من الاستفادة من أي تسهيلات لبيع نفطها، ومع زيادة التقارب الروسي مع المملكة العربية السعودية والإمارات فإن هذا يقرب الرؤى من بعضها ويعزل إيران اقتصادياً أولاً، وسياسياً ثانياً، حيث نرى بوادر على ابتعاد حلفاء إيران عنها كل يوم في سورية وخاصة من الجانب الروسي الذي يتصرف بهدوء ولكن بطريقة لا تعجب نظام إيران.