قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة: إن الحادث الأليم الذي استهدف مقر بعض رجال الأمن يوم الأحد الماضي حادث أثيم، وإفساد في الأرض، وإجرام عظيم، وخروج على جماعة المسلمين وإمامهم، وإقدام على قتل نفوس محرمة معصومة، واعتداء على أمن البلاد واستقرارها ونشر للرعب والإرهاب.
وأضاف: لقد كنا نأمل أن يعتبر هؤلاء الذين زيّن لهم الشيطان أعمالهم بالأحداث التي خلت فيرجعوا إلى الصواب ويكفوا عن الإرهاب، ولكن بان منهم الإصرار، ومن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد فلن يضر إلاّ نفسه. وتحدث عن الإحسان وقال: إن دينكم دين الإحسان، الإحسان إلى النفس، والإحسان إلى الخلق، فما من أمر فيه ولا نهى ولا تشريع إلاّ هو إحسان إلى النفس وإحسان إلى الخلق، وهذا يضمن للعباد سعادة الدنيا ونعيم الآخرة، قال الله تعالى: «مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ».
وتابع: إقامة الحدود التي شرعها الله تعالى إحسان إلى المجتمع بكف الظلم والعدوان والشر عن المجتمع وحفظ لأمنه واستقراره وحرماته، قال صلى الله عليه وسلم: «حد يقام في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً»، وأعظم إحسان إلى الخلق دفع العقوبات القدرية بالعمل بالأحكام الشرعية فلا يدفع العقوبات النازلة العامة إلاّ العمل بالأحكام الشرعية.
وأضاف: من عظيم رحمة الله بنا أن شرع لنا ما فيه إحسان إلى أنفسنا، وما فيه إحسان إلى الخلق، فربكم الغفور الودود الرحيم العليم الحكيم الغني الكريم، ومن أعظم ما شرعه الله تعالى هذه الزكاة التي يذكرنا بها هذا الشهر المبارك الكريم، والموسم العظيم، ففيها من الإحسان إلى النفس، وفيها من الإحسان إلى الخلق ما يعلمه المسلم وما لا يحيط به إلا الله الرحيم، فالزكاة قرينه الصلاة، قال الله تعالى «وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا».
وأشار إلى أن الله حذّر من الشيطان الذي يصد عن كل خير ويدعو إلى كل شر ليكثر أتباعه ويضل أشياعه قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ».