عاش الوسط الرياضي في المدينة المنورة أجواء حزينة فور تأكيد خبر هبوط أحد للدرجة الأولى قبل أربع جولات من ختام كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين.
وقدم الفريق هذا الموسم أسوأ تجربة له في دوري المحترفين على الإطلاق وبالأرقام خلال تسع مرات صعد فيها بتلقيه 19 خسارة حتى الآن، ويتوقع ارتفاعها للوصول إلى الخسارة الـ21 مقابل ثلاثة انتصارات، كما تلقت شباكه 62 هدفاً برقم قياسي، وهو الأضعف هجوماً فلم يسجل سوى 23 هدفاً.
الهبوط جاء نتيجة الإهمال الإداري الكبير، وكثرة الأجهزة الفنية، وبيع نجوم الفريق، فضلاً عن ضعف مستوى لاعبي الفريق الحاليين، وجلب صفقات لاعبين من الأندية الأخرى على وشك الاعتزال.
المتابعون للفريق أكدوا أن أسباب الهبوط تأتي بالدرجة الأكبر لضعف وقلة خبرة حراس المرمى المغربي زهير لعروبي وعبده بسيسي وأخيراً خالد شراحيلي وعبدالله العويشير، الذين تسببوا في خسائر كبيرة للفريق، وعدم الاستفادة من خدمات الأوزبكي فراينشي لوجود عقوبة منشطات بحقه.
وجاءت الأسباب الحقيقية والجوهرية لهبوط الفريق للأولى كما راهن عليها الأغلبية نتيجةً للقرارات الارتجالية من الإدارة والتسرع والاعتماد كلياً على السماسرة في نوعية التعاقدات للاعبين ومن دون استشارة فنية، ما جعل العنصر الأجنبي في الفريق الأسوأ في الدوري، إضافةً إلى بيع نجوم الفريق يتقدمهم نجم منتخب الشباب أنس الشنقيطي وعدم تعاقده مع جهاز فني جيد.
تدهور الفريق وهبوطه جاء نتيجة ضعف وتقاعس بعض اللاعبين وابتعاد البعض لأسباب مالية، وسوء اختيارات العنصر الأجنبي التي تجاوزت 18 لاعباً من مختلف الجنسيات.
وكانت الشرارة الأولى لهبوط الفريق نتيجة عدم الثبات على جهاز تدريبي واحد طيلة الموسم، بعد إلغاء عقد المدرب الأوروغوياني فرانسيسكو أرسي والتعاقد مع البرتغالي أرثر، ثم جلب المدرب التونسي الحالي عمار السويح، لتتفاقم حجم المشكلات مع الجماهير مع توالي الخسائر، على الرغم من الدعم المادي الذي تلقته الإدارة من الهيئة العامة للرياضة ووصل إلى أكثر من 30 مليون ريال.
محبو وجماهير النادي طالبوا باكراً رئيس النادي سعود الحربي بمنح الفرصة لأسماء جديدة، بعد أن قاد النادي تسعة مواسم.
ويرى المقربون من الفريق أن هبوط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى جاء نتيجة إخفاقات إدارية سابقة، منذ الصعود إلى المحترفين في الموسم ما قبل الفائت، وأن الإدارة فشلت في الاستمرار بالعمل المنظم والاعتماد على أبناء النادي، الذي كان ثماره الصعود إلى دوري الأولى موسم 2016م، بعد أن عادت إلى تكرار الأخطاء ذاتها والاعتماد على منسقي الأندية.
أسباب النكسة جاءت نتيجة استقطاب أكثر من 40 لاعباً خلال موسمين فقط، وسجلت الإدارة فشلاً ذريعاً في المحافظة على مكتسبات أكاديمية النادي، فلم يستفد الفريق من أسماء عدة من خارج أسواره يتقدمهم صقر عطيف، إسلام سراج، وحسين عبدالغني وغيرهم، مع تفريط الإدارة في الدعم المالي الهائل حينذاك، إلى جانب الوقفة الجماهيرية والالتفاف الشرفي الذي لم يسبق له مثيل، الأمر الذي أدى إلى توليد مبادئ دخيلة على النادي، جعلت الفريق الأول يدفع ثمنها باهظاً الآن.
«دنيا الرياضة» التقت مشرف الكرة محمد العلوي، الذي أكد أن الهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى ليس هو نهاية المطاف للفريق، وقال: «ليست هي المرة الأولى التي يهبط فيها فريقنا، إذ سبق لنا الهبوط وصعدنا أكثر قوة، واستقر الفريق في مصاف أندية الدرجة الممتازة موسمين».
وأشار إلى أن الإدارة قدمت كثيرا، وأن علينا فتح ملف مناقشات الأخطاء الموجودة داخل الفريق والاستفادة منها وتحويلها إلى إيجابيات حتى نعمل لما فيه صالح نادينا، أما أن تمر هذه الأخطاء من دون تقييم متكامل، فإن هذا ليس في مصلحة عملنا.
وذكر مشرف أحد أن العودة إلى دوري الأضواء لا بد أن تكون لها أسس ومعايير يجب أن نطبقها ونعمل عليها خلال الفترة الحالية، فالأهم أن نبذل قصارى جهدنا في سبيل دعم نادينا، الذي يحتاج خلال المرحلة الصعبة إلى تكاتف أبناء النادي من لاعبين وإداريين وجماهير وأعضاء شرف حتى يتم تغيير الشكل العام للفريق الكروي في الموسم المقبل.