يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، موقعا شهداء وجرحى ودمار في ممتلكات الفلسطينيين المدنية، ومواقع، وأراض، في مختلف المناطق. وأفادت مصادر محلية ومستشفيات قطاع غزة، أن حصيلة الشهداء منذ صباح السبت وحتى صباح أمس، بلغت 13 شهيدا، من بينهم: سيدة وجنينها، ورضيعة، وإصابة 50 فلسطينيا بجروح مختلفة جراء التصعيد الإسرائيلي المستمر، وأكدت المصادر، أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن أكثر من 100 غارة، إضافة إلى استهداف للمدفعية والبوارج أكثر من 100 موقع، بينها بنايات، وعمارات سكنية، تضم مؤسسات إعلامية، إضافة إلى قصف وتدمير أراضي ودفيئات زراعية، في القطاع.
كما أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ صباح الأحد من قطاع غزة على إسرائيل، وسط مخاوف من تواصل التصعيد مع رد إسرائيل بقصف جوي ومدفعي، فيما قُتل إسرائيلي ليل السبت الأحد جرّاء سقوط صاروخ على مدينة عسقلان، وفق ما أفاد مسؤولون، وأوردت الشرطة أن الرجل توفي بعد نقله إلى المستشفى متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها لدى سقوط الصاروخ.
وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس في غزة عن مقتل أربعة فلسطينيّين السبت بينهم شاب في الـ22 من العمر وطفلة ووالدتها الحامل، جرّاء غارات وقصف إسرائيلي على غزّة، قالت تلّ أبيب إنّه جاء رداً على إطلاق صواريخ من القطاع. غير أن المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي كتب على تويتر «مزيد من المؤشّرات تأتي من قطاع غزة وتشكّك في مصداقية بيان وزارة الصحة التابعة لحماس حول ملابسات وفاة الرضيعة صبا محمود أبو عرار ووالدتها فلسطين صالح أبو عرار» زاعما مقتلهما «نتيجة نشاطات إرهابية لمخربين فلسطينيين». ويأتي التصعيد فيما تسعى حركة حماس المسيطرة على القطاع إلى الحصول على تنازلات إضافيّة من إسرائيل في إطار وقف إطلاق النار. وأعلنت تلّ أبيب أنّ نحو 430 صاروخاً أُطلِقت منذ السبت من غزّة باتّجاه إسرائيل وأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت العشرات منها. وقال الجيش الإسرائيلي إنّه ردّ عبر استهداف دبّاباته وطائراته نحو 120 موقعاً عسكريّاً تابعاً لحركتَي حماس الإسلامية والجهاد الإسلامي. ومن المواقع المستهدفة، نفق مخصّص للهجمات تابع للجهاد الإسلامي يمتدّ من جنوب القطاع حتّى الأراضي الإسرائيلية، حسب ما أكد المتحدّث باسم الجيش جوناثان كونريكوس. وقالت مصادر أمنيّة في غزة إنّ ثلاثة «مقاومين» أصيبوا بجروح وإنّ الطائرات الإسرائيلية استهدفت على الأقلّ ثلاث مناطق في القطاع، ومواقع عسكرية وأراضي زراعية ومنزلين.
وفي وقت تواصل تبادل إطلاق النار، أجرى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مشاورات مع قادة أمنيّين السبت، لكنه لم يدل بأي تصريح علني. وأصدرت الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية بياناً أشارت فيه إلى «استهداف عسقلان وأوفاكيم وكريات جات برشقات صاروخيّة ردّاً على استهداف الاحتلال للبنايات السكنيّة»، مضيفة «في حال تمادى العدو سنوسّع ردّنا إلى أشدود وبئر السبع». وشدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ «المقاومة تقوم بواجبها ودورها في حماية الشعب الفلسطيني والذود عنه ومستعدّة للاستمرار في الردّ والتصدّي للعدوان إلى أبعد مدى مكانا وزمانا».
كذلك، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم إنّ «هذا ليس فقط حقّ المقاومة في الدّفاع عن شعبها… هذا واجبها المقدّس في مقابل جرائم الاحتلال وحصاره». ووزّع الجناح العسكري للجهاد الإسلامي شريطاً مصوراً يظهر فيه مقاتلون يحملون قذائف ويهدّدون مواقع إسرائيليّة رئيسيّة، بينها مطار بن غوريون الدولي قرب تلّ أبيب. وقال مصدر في الحركة إنّ مصر تبذل مساعي لتهدئة الوضع، مثلما فعلت في الماضي. ودانت الولايات المتّحدة إطلاق صواريخ من قطاع غزّة باتّجاه إسرائيل، معبّرةً عن دعمها «حقّ» الإسرائيليّين في الدفاع عن أنفسهم، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجيّة الأميركيّة السبت. ودعا الاتحاد الأوروبي من جهته إلى «وقف» إطلاق الصواريخ الفلسطينية من غزة على إسرائيل «فوراً». بدوره دعا مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، «جميع الأطراف إلى تهدئة الوضع والعودة إلى اتفاقات الأشهر الأخيرة».
وأعلنت إسرائيل بعد ظهر السبت أنّها بصدد إغلاق معابر البضائع والأفراد مع غزّة وكذلك منطقة الصيد البحري حتى إشعار آخر، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع المحاصر. الى ذلك أقدمت دورية تابعة لجيش العدو الإسرائيلي، تضم 6 عناصر مدججين بأسلحتهم، على تجاوز الخط الأزرق الفاصل بين الأراضي اللبنانية المحررة والأخرى المحتلة، لمسافة حوالي 25 مترا، وذلك في محلة بركة بعثائيل ضمن أحراج بلدة كفرشوبا، الجنوبية الحدودية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية التي نشرت الخبر، أنّه فيما لم يتمكن الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب «اليونيفل» من التأكد مما قامت به الدورية المعادية في الأراضي اللبنانية نتيجة لكثافة أشجار البقعة التي تواجدت فيها، إلا أنّ الدورية الإسرائيلية سرعان ما تراجعت دقائق معدودة. ولفتت الوكالة إلى أنّ هذا الانتهاك البري ترافق مع تحليق لطائرة استطلاع معادية من دون طيار تابعة للعدو الإسرائيلي، في الأجواء لمراقبة الإحداثيات.