بدأت قوات النظام السوري عمليات عسكرية موسعة في محافظتي حماة وإدلب وسط سورية ضد مسلحي المعارضة، وذلك بالتزامن مع بدء قيام الجيش التركي بإخلاء نقاط المراقبة التابعة له بريف حماة الشمالي الغربي. وقال مصدر عسكري سوري، في بيان “تسعى المجاميع الإرهابية المسلحة المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها لنقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من المسلحين لبدء هجومها على اتجاهي حماة واللاذقية، وقد استقدمت تعزيزات كبيرة من المسلحين إلى منطقة مورك لاستهداف مواقع الجيش السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذاً لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعاً”. وأكد المصدر أن “جميع تحركات المسلحين مرصودة، وتتم متابعتها لحظة بلحظة، وما يقومون به منذ أيام يؤكد أنهم بصدد تصعيد أعمالهم العدوانية التي ستكون بداية نهايتهم الحتمية والقريبة”.
وكشف قائد ميداني، يقاتل مع قوات النظام في محافظة حماة، أن بداية العمليات العسكرية البرية ستكون على محور بلدات اللطامنة كفرزيتا مورك وكفرنبوده في ريف حماة الشمالي وستكون ضمن موجات محددة. وأضاف القائد العسكري أن “التعزيزات العسكرية التي أرسلتها القوات إلى جبهات حماة وإدلب هي الأكبر، حيث تم نقل الآلاف من الجنود والآليات العسكرية من مناطق درعا وريف دمشق وحمص إلى خطوط الجبهات”. من جانبه، قال قائد عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير” أن فصائل المعارضة دفعت آلاف المقاتلين إلى جبهتي ريف حماة وإدلب. وقال مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية إن إطلاق العملية “يأتي بعد ساعات من المعركة التي بدأت في ريف حلب الشمالي من الجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر، ما يشير ربما إلى تفاهمات بين روسيا وتركيا وفرض واقع جديد على الأرض، بما يتمثل بسيطرة قوات النظام على ريف حماة وبعض مناطق إدلب مقابل إطلاق يد تركيا في ريف حلب، وقد بدأ الجيش التركي بسحب نقاط المراقبة التابعة له في ريف حماة الشمالي الغربي”.
وأضاف المصدر أن “روسيا وتركيا تسعيان إلى سيطرة قوات النظام وتأمين طريق دمشق حلب وطريق حلب اللاذقية، وطريق حلب أعزاز، وصولاً إلى الحدود التركية”. ويسيطر عدد من فصائل المعارضة على ريف حماة وإدلب، وأبرزها هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة وعدد من الفصائل الأخرى.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض بأن الطائرات الحربية الروسية والمروحيات السورية كثفت غاراتها وقصفها على المناطق الخاضعة للمعارضة السورية في محافظتي إدلب وحماة مما أسفر عن نزوح المزيد من المدنيين. وأضاف المرصد السوري أن الطائرات الحربية السورية والروسية استهدفت مناطق للمعارضة في إدلب شمال غربي سورية ومحافظة حماة المجاورة بما لا يقل عن 175 غارة. وأفاد المرصد بأن المروحيات الحكومية أسقطت 57 برميلاً متفجراً على الأقل في ريف إدلب وحماة. ولقى ما لا يقل عن تسعة مدنيين مصرعهم في الهجمات الجوية والبرية التي وقعت يوم السبت في المنطقة، وفقاً للمرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له.