دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة – إلى الاجتهاد في الطاعات ومحاسبة النفس، حتى يخف الحساب يوم القيامة، فالمحاسبة تكون بالتوبة من جميع الذنوب وبالمحافظة على الصالحات من المبطلات وبالازدياد من الخيرات، كما أن الشقاوة والخذلان والخسران في اتباع الهوى وارتكاب المحرمات وترك الطاعات أو اقتراف ما يبطل الحسنات. وقال: حاسب نفسك أيها المسلم في رمضان ليخف عليك الحساب في القيامة، واسأل نفسك هل أقمت الصلاة كما أُمرت؟، هل أديت الزكاة مع الصيام؟، هل تبت إلى الله من الذنوب؟، هل تبت من المكاسب المحرمة كالربا والبيوع المحرمة؟، هل وصلت الرحم؟، هل بررت الوالدين؟، هل أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر؟، هل اجتهدت في التمسك بالهدي النبوي لتكون مع المهتدين؟.
وأضاف: عظموا نعمة الإيمان ونعمة القرآن، فما أعطي أحد عطاء أفضل من الإيمان والقرآن، وما صام مسلم رمضان إيماناً واحتساباً إلا نال من الإيمان ونال من بركات القرآن، وأهل القرآن هم من عملوا به ولو لم يكن حافظاً، وأول نعمة على الأمة بالهداية والرحمة العامة والخاصة والحياة الكريمة هي نزول القرآن في رمضان، فنزول القرآن في شهر الصيام مبدأ الخيرات والبركات وإصلاح الحياة والفوز في الآخرة بأعلى الدرجات، ومبدأ النور وانكشاف الظلمات ورفع الجهل والضلالات.
وأشار إلى أن فريضة الصوم لكم فيها أعظم الأجور، مع ما فيها من المنافع في هذه الحياة لمن تأمل ذلك بفكر منير، ولكن الصوم لا يؤتى ثماره ولا ينتفع به صاحبه إلاّ زكاة بصالح الأعمال وحفظه من المبطلات، فإذا صمت أيها المسلم فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجوارحك عن المحرمات لتتزكى نفسك بالطاعات.
يُذكر أنه أدى قرابة نصف مليون مصل وزائر صلاة أول جمعة في شهر رمضان المبارك لهذا العام بالمسجد النبوي وسط أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والأمان والراحة والاستقرار، ووسط منظومة من الخدمات المتكاملة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، وامتلأت أروقة الحرم الشريف وساحاته وأسطحه منذ وقت مبكر بالمصلين الذين أتوا من داخل المملكة وخارجها للصلاة والتشرف بالسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعلى صاحبيه – رضي الله عنهما -، حيث جندت كافة الجهات الحكومية والأهلية خدماتها لراحة قاصدي المسجد النبوي بمتابعة واهتمام بالغ من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد.