حازت المشاركة السعودية في معرض أربيل الدولي للبناء الذي انعقد ما بين 22 و25 أبريل المنصرم، على اهتمام كبير من الجهات الرسمية وقطاع الأعمال المشاركين في المعرض. وشكّل الجناح السعودي نقطة جذب رئيسة بين العارضين الذين بلغ عددهم أكثر من 400 شركة تمثّل 30 بلداً، وحظي باهتمام أكثر من ألفي زائر.
وعكست هذه المشاركة، التي جاءت بمبادرة وتنظيم من هيئة تنمية الصادرات السعودية «الصادرات السعودية» ومشاركة 22 شركة سعودية متخصصة في مجال البناء والتشييد والصناعات المساندة، رغبة سعودية – عراقية مشتركة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري وتوسيع آفاقه في المستقبل القريب. حيث نظمت «الصادرات السعودية» خلال شهر مارس الماضي أعمال البعثة التجارية السعودية العراقية بمشاركة أكثر من 170 شركة من الطرفين في العاصمة الرياض. كما أرسلت «الصادرات السعودية» من خلال هذا المعرض، رسالة واضحة إلى الأسواق العالمية والإقليمية حول جودة المنتج السعودي وكفاءته، ومدى قدرته على المنافسة، مدعوماً بإجراءات عملية وفعّالة من قبل «الصادرات السعودية» ذاتها.
فتح الأسواق ورفع تنافسية الصادرات
وفي هذا الإطار، أشار أمين عام «الصادرات السعودية» المهندس صالح السلمي إلى أن «المشاركة السعودية في معرض أربيل الدولي للبناء، تأتي في إطار سلسلة من الخطوات والإجراءات التي بدأتها «الصادرات السعودية» ضمن استراتيجية عامة لتوسيع قاعدة انتشار المنتجات السعودية وفتح الأسواق العالمية والإقليمية أمامها. فمنتجاتنا الوطنية تتمتع من الجودة والمواصفات ما يمكّنها من أن تكون منافساً قوياً لأهم المنتجات العالمية. ونحن ندفع باتجاه تحقيق هذا الهدف من خلال توفير كل الآليات والمتطلبات اللازمة لضمان سهولة نفاذ منتجاتنا إلى هذه السوق وغيرها من الأسواق الرئيسة الأخرى في المنطقة».
كما شكّلت مشاركة «الصادرات السعودية» أيضاً، فرصة مهمة للترويج للصادرات السعودية غير النفطية، والوصول للأسواق الخارجية. ومن هذا المنطلق، أكدت مشاركة «الصادرات السعودية» مصحوبة بـ22 شركة سعودية بمعرض أربيل الدولي للبناء الحرص التام على إيجاد الفرص التصديرية للمنتجات الوطنية. وهذا يمثّل أيضاً محوراً رئيساً ضمن استراتيجية «الصادرات السعودية» في تيسير ربط المصدرين السعوديين مع المشترين والشركاء المحتملين، وكذلك زيادة معرفة الأسواق الخارجية بالمنتجات السعودية. وتتكامل هذه الجهود مع ما توفّره «الصادرات السعودية» أيضاً للمصدرين من أدلّة النفاذ إلى الأسواق، ودراسات الأسواق حسب الطلب، إضافة إلى خدمة «أطلس التصدير» التي أطلقتها الهيئة، وهي أداة إلكترونية لتوفير بيانات التجارة العالمية وتحليلها وتسليط الضوء على فرص التصدير المتاحة. وتم تطوير «أطلس التصدير» من خلال الربط مع 19 قاعدة بيانات دولية ومحلية لتقديم أحدث البيانات واحتساب مؤشرات تنافسية المنتجات السعودية ومدى جاذبية الأسواق العالمية لها. كذلك تواصل «الصادرات السعودية» التعاون مع كل الجهات المعنية لتحسين كفاءة البيئة التصديرية للمملكة وتطوير قدرات التصدير للمنشآت السعودية.
نظرة استراتيجية للعلاقات الثنائية
في المقابل، تصدّرت العلاقات المشتركة السعودية-العراقية، المشاركة السعودية اللافتة في معرض أربيل الدولي للبناء، والتي تزامنت مع الدفع القوي الذي تشهده العلاقات الثنائية والرغبة المتبادلة لتعزيز حركة التبادل التجاري وتطويرها وتنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة. وقد أكد أمين عام «الصادرات السعودية» م. صالح السلمي أن «تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية ما بين البلدين، هو خير دليل على التوجه الحكيم لقيادة المملكة الرشيدة، خصوصاً أن العراق يستورد سنوياً ما قيمته أكثر من 23 مليار ريال. وهذا بحد ذاته كفيل بأن يجعل من السوق العراقية وجهة طبيعية للمنتجات السعودية التي تتمتع بأعلى المواصفات العالمية وبأفضل الأسعار».
وكانت صادرات المملكة غير النفطية إلى العراق خلال العام 2018م، قد بلغت قيمتها 2.4 مليار ريال سعودي بنمو نسبته 28 % مقارنةً بالعام السابق وفقاً للبيانات الأولية، حيث احتل قطاع المواد الغذائية المرتبة الأولى للصادرات السعودية إلى العراق بقيمة 662 مليون ريال، تلاه قطاع مواد البناء بقيمة تصديرية بلغت 565 مليون ريال، ثم قطاع المحركات وقطع الغيار بقيمة 321 مليون ريال، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، سجّلت الصادرات السعودية غير النفطية إلى العراق، ما يقارب 10 مليارات ريال.