علّقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق تشهد تصعيداً في القصف في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.
ويتعرض ريف إدلب الجنوبي مع مناطق محاذية له في محافظات أخرى، لقصف كثيف منذ نهاية شهر أبريل الماضي، تشنّه قوات النظام مع حليفتها موسكو مع أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي تم التوصل إليه العام الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن “بعض المنظمات علقت أنشطتها بعدما تدمرت مقارها أو طالتها الأضرار أو باتت غير أمنة”. كما اتخذت آخرى قراراً بوقف الأنشطة حفاظاً على سلامة العاملين معهم او حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.
من جهته، أفاد برنامج الأغذية العالمي عن “تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف”، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج أضطروا أنفسهم إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح.
وأحصى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق السؤون الإنسانية في الفترة الممتدة بين 29 أبريل و9 مايو نزوح أكثر من 180 ألف شخص جراء القصف، مشيراً إلى أن التصعيد طال 15 منشأة صحية و16 مدرسة وثلاث مخيمات نزوح.
من جهة أخرى، أعربت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وسبعة أعضاء آخرون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن قلقها البالغ من “كارثة إنسانية محتملة” إذا ما جرت عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب السورية.
وحثت تلك الدول جميع الأطراف على التمسك بالقانون الإنساني والامتثال لوقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه روسيا، وتركيا العام الماضي.
وتحدثت المجموعة بعد اجتماع عاجل مغلق دعت إليه ألمانيا والكويت وبلجيكا لمناقشة الغارات الجوية المكثفة التي تستهدف المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون.
وتعزى الضربات، على نطاق واسع، إلى القوات الحكومية السورية وحلفائها الروس.
إلى ذلك، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 261 شخصاً لقوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة “خفض التصعيد” بإدلب السورية في الـ 30 أبريل الماضي وحتى اليوم.
وقال المرصد السوري أن الطائرات الحربية والمروحيات الروسية والسورية، نفذت المزيد من الضربات على مناطق في الريفين الحموي والإدلبي، ليرتفع إلى 34 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية.
وأضاف المرصد أن عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي ارتفع إلى 38 برميلاً، بعد إلقاء براميل على مناطق في بلدة معرة حرمة، وقُرى مدايا، وترملا والشيخ مصطفى، ومعرزيتا، وتل عاس بريف إدلب الجنوبي.
وأشار المرصد في بيان إلى ارتفاع عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية للنظام السوري على ريفي حماة وإدلب إلى 52 غارة.
كما استهدفت قوات النظام السوري بنحو 70 قذيفة صاروخية مناطق في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي بالإضافة لقصفها بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية على الهبيط والقصابية وأماكن أُخرى جنوب إدلب.
وارتفع عدد قتلى قصف الطائرات الحربية الروسية لمناطق في قرية معرة الصين بريف إدلب، إلى سبعة أشخاص خلال اليوم الـ 11 من التصعيد الجوي والبري الأعنف ضمن منطقة “خفض التصعيد”، وفق المرصد السوري.