شنت مقاتلات التحالف العربي أمس الخميس سلسلة غارات جوية على مواقع وأهداف لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في العاصمة صنعاء وضواحيها.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن عدداً من الغارات استهدفت معسكر ألوية الصواريخ في جبل عطان جنوب غربي صنعاء، ومعسكر النهدين والمقر السابق للفرقة الأولى مدرع، حيث سمع دوي انفجارات كبيرة وتصاعد لأعمدة الدخان.
كما استهدفت مقاتلات التحالف بعدة غارات معسكر بيت دهرة وفريجة والصمع بمديرية أرحب شمال معسكر العرقوب في خولان بمحافظة صنعاء.
وفي الحديدة، اندلعت معارك بين القوات اليمنية وميليشيات الحوثي الأربعاء، مما يمثل انتهاكاً حوثياً لوقف إطلاق النار.
وقال الجنرال مايكل لوليسغارد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة: “بينما كانت هناك زيادة في انتهاكات وقف إطلاق النار الأربعاء، فإن العدد ليس مثيراً للقلق، أعتقد أن العدد الذي لدينا الآن هو تقريبا نفس العدد الذي رأيناه في بعض الأيام قبل شهر رمضان”.
إلى ذلك سيطرت القوات الحكومية على منطقة جوس الجمال شمالي محافظة الضالع، عقب هجوم على مواقع ميليشات الحوثي في المنطقة.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن القوات الحكومية بدأت تتقدم نحو منطقة الفاخر الاستراتيجية، بعد السيطرة على محطة الغاز والتبة السوداء في منطقة معزوب عامر شمال غربي قعطبة.
يأتي ذلك، فيما قصفت مقاتلات التحالف العربي تجمعا للحوثيين في قرية بتار بمديرية قعطبة. وأسفرت الغارات عن مقتل وإصابة عدد من الانقلابيين، علاوة عن تدمير عربة قتالية، ومركبات نقل مقاتلين.
وأعلنت قوات الحزام الأمني أسر القيادي الحوثي ويدعي عبدالواحد عبده حسن عبدالله الراعي وهو مشرف حوثي وقائد كتيبة، وشيخ قبائل الراعي في محافظة أب، خلال المعارك في الضالع.
كما استهدفت مقاتلات التحالف مواقع للانقلابيين ودمرت منصة إطلاق صواريخ في مديرية عبس بمحافظة حجة. وقالت مصادر عسكرية إن مقاتلات التحالف العربي استهدفت تجمّعاً لميليشيات الحوثي، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم بينهم خبراء صواريخ، وتدمير منصة إطلاق صواريخ، ومجموعة من الصواريخ مضادة للدروع وآليات قتالية أخرى.
إلى ذلك، قُتل ستة من عناصر ميليشيات الحوثي وأصيب خمسة آخرون في مواجهات مع قوات الجيش الوطني بمحافظة الجوف.
وقالت مصادر عسكرية إن مواجهات اندلعت بين الطرفين، عقب محاولة تسلل للانقلابيين، باتجاه مواقع الجيش في جبهة العقبة شمالي المحافظة، وقصفت قوات الجيش بالمدفعية تجمعات ميليشيات الحوثي، شرقي جبال العقبة، في نفس المنطقة.
من جانب آخر، اعتبر وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أن خطاب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي أدلى به أمس الأول أمام مجلس الأمن، “لم يأتِ بجديد ولم يكن فيه شيء يُذكر أو لافت عن الوضع الحالي”.
وقال اليماني، في تصريحات صحافية: “الدول الغربية هي التي تُسيّر المبعوث الخاص في الملف اليمني كيفما ترى، لذلك فإن ما قاله كان بعيداً عن أرض الواقع وتطرق إلى موضوعات وقضايا جانبية ليست لها صلة بصلب الموضوع”.
وعن حديث غريفيث حول تطوير ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة، قال اليماني: “الأمم المتحدة تتصور أنها ستقوم بإدارة الموانئ بدلاً عن المؤسسات الرسمية. وهذا الجانب فيما يخص إدارة الميناء لم يحسم حتى هذه اللحظة لأن قضية السلطات المحلية والأمن المحلي ستجري مناقشتها في المرحلة المقبلة حسب اتفاق ستوكهولم”.
وعما نُقل عن تسلم حرس الحدود للموانئ، قال: “لا يوجد أي شيء رسمي وصل إلى الحكومة الشرعية من المنظمة الدولية يفيد بأن الميليشيات الانقلابية سلمت الميناء، أو أن الميليشيات ملتزمة باتفاق الحديدة، والوضع في هذا الجانب ما زال غير واضح”.
هذا وأعلنت وزارة حقوق الإنسان اليمنية عن مقتل 27 مدنيا وإصابة 73 آخرين بالإضافة إلى نزوح 9361 أسرة، في محافظة الضالع بنيران ميليشيات الحوثي منذ بدء هجومها على المناطق الواقعة شمالي المحافظة مطلع أبريل الماضي.
ووصف وزير حقوق الإنسان محمد عسكر في مؤتمر صحفي ما يمارسه الحوثيون في الضالع بجرائم حرب وجرائم جسيمة ضد المدنيين، مشيراً إلى هدم 541 منزلاً بشكل كلي وجزئي، وكذا تدمير خمس منشآت صحية، وتسع مدارس، و145 مزرعة، كما سيطرت الميليشيات على 16 مؤسسة حكومية و34 منزلاً، واعتبر هذه الأرقام هي للجرائم والانتهاكات التي تم رصدها وفي المناطق التي تمكنت فرق الرصد الوصول إليها.
وقال عسكر: “شنت الميليشيا بداية أبريل هجوماً بربرياً على الضالع بمختلف الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية وقذائف الكاتيوشا، مستهدفةً القرى والعزل والمديريات المأهولة بالسكان”.
ولفت عسكر إلى أن الانقلابيين الحوثيين يفرضون حصاراً جائراً على عدد من المديريات، بالتزامن مع التصعيد الوحشي المستمر منذ 40 يوماً، حيث قاموا بمنع وصول الغذاء والدواء ومياه الشرب للمواطنين، ومنعوا فتح ممرات آمنة لنزوحهم، كما قاموا بنهب المنازل والمؤسسات الحكومية والمستشفيات.
ودان عسكر التصعيد العسكري لميليشيا الإرهاب الطائفي بحق أهالي الضالع، كما دان الصمت الدولي الذي تمارسه الأمم المتحدة ومجلس الأمن بحق جرائم الحوثيين، وعدم اضطلاعهما بمسؤوليتهما في حماية المدنيين من الإرهاب والقتل الجماعي المنظم.
وجددت وزارة حقوق الإنسان مناشدتها الهيئات والمؤسسات والدول المعنية بالأمن والسلم الدوليين بإلزام الحوثيين إيقاف الهجمات والجرائم بحق أبناء وأهالي الضالع، ومنعهم من ارتكاب المزيد من المجازر، والسماح للهلال الأحمر اليمني واللجنة الدولية للصليب الأحمر بنقل الجثث والجرحى، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.
من جهته، اتهم رئيس الفريق التابع للحكومة اليمنية لإعادة الانتشار في الحديدة ميليشيا الحوثي بإفشال كل جوانب اتفاق ستوكهولم.
وقال صغير حمود بن عزيز، في تغريدات نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الحوثيين أغلقوا موضوع الأسرى وأفشلوا تفاهمات تعز ورفضوا كل الخيارات لإعادة انتشار صحيح في الحديدة”.
وأشار إلى أن الحوثيين ألقوا فرصة للمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، للعبور عبر إعادة انتشار أحادي موهوم وذلك بعد ضغط المجتمع الدولي والرباعية وشعور المبعوث بالفشل التام.
وأضاف: “رأى المبعوث أن الحفاظ على موقعه أهم من الحفاظ على حياة ملايين اليمنيين الذين تشير إليهم تقاريره في كل إحاطة”.
وأوضح ابن عزيز أن الحوثيين لم ينسحبوا وكل الشعب اليمني يدرك هذه الحقيقة، مشيراً إلى أن كل ما حصل هو السماح بوصول مشروط للأمم المتحدة إلى الموانئ.
واعتبر أن المبعوث الأممي سعى لإنقاذ الحوثيين ويحاول فرضهم على الشعب اليمني وشرعنة وجودهم بكل وسيلة.
وأردف ابن عزيز قائلا:” يدعم جريفيث وجود ميليشيا خارج القانون ويحاول أن يظلل عليهم بالمظلة الدولية، وهو ممتن للميليشيات الحوثية وزعيمها لقتلهم الشعب اليمني ولم يأبه بالقرارات الدولية التي صدرت ضدهم”.