عادت هيبة النصر من جديد، عاد النصر بطلا للدوري السعودي في النسخة الاستثنائية التي حملت اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كانت بالفعل بطولة استثنائية في قيمتها الفنية، وما صرف عليها لتعزيز الصفوف بالعناصر الأجنبية، وحجم المتابعة الجماهيرية، والإثارة والتشويق؛ الذي ظل مرتبطا بكل جولاتها، النصر بالفعل كان الأكثر حضورا وتهيئة وقدرة على تحقيق اللقب الغالي، بذل نجومه جهودا جبارة لتجاوز العقبات التي واجهتهم في مراحل مختلفة، وبأساليب مختلفة، ومن أطراف مختلفة، كان يمكن أن تؤثر على محصلة نتائجه النهائية في الدوري؛ غير أن الإدارة النصراوية الجديدة في تواجدها الخبيرة في قراراتها نجحت في التعاقدات الأجنبية، وتفوقت فيها على كل المنافسين، وخطت خطوات متقدمة في حسن التعامل مع اللاعبين محليين وأجانب، شاهدنا أجانب النصر وكأنهم يعيشون بين أرجاء النادي سنوات طويلة، ووراء ذلك عمل إداري مميز يختار بإتقان، ولا يهمل تفاصيل دقيقة تخص النجوم وتصنع الارتياح الكامل، بدأ بسداد المرتبات وتسليم المكافآت في أوقاتها، وانتهاء ببيئة عيش عائلية مناسبة تسهل على النجم التفرغ لخدمة الفريق.
وحين نسأل أنفسنا كيف تجاوز “العالمي” أنواع الإحباطات في مسيرة الدوري الطويل؟!، يستأثر الحديث عن القوة الهجومية الضاربة بقيادة المغربي التاريخي عبدالرزاق حمد الله الذي قدم موسما استثنائيا على مستوى مهاجمي الدوري السعودي، 34؛ هدفا بل تفوق على هدافين كبار في العالم، هذه القوة الهجومية هي من ساهمت في تجاوز كثير من العقبات، وهي من وصلت بالفرق إلى النقطة 70 رقما قياسيا، لقد زار الجوهرة المغربية شباك المنافسين في 13 مباراة متتالية، استثمره النصراويون بطريقة رائعة، جاءهم لاعبا حرا وقعوا معه ثلاث سنوات، انضم إليهم في وقت متأخر وهو مرحلة التعافي من إصابة، لكنه أنهى الموسم مسيطرا على كل شيء.