كشفت وسائل إعلام سودانية إحباط محاولة انقلابية جرت في الساعات الأولى من صباح السبت، وذكر موقع “النيلين” الاخباري السوداني على موقعه الإلكتروني امس أن محاولة الإنقلاب دبرت بواسطة ضباط تمت إحالتهم إلى التقاعد من الجيش والشرطة بعد نجاح الثورة السودانية. وكان المجلس العسكري الانتقالي، أصدر قراراً يوم الأحد الماضي بإعفاء عددٍ من قادة الشرطة في أكبر حركة إعفاءات تشهدها تلك المؤسسة الأمنية. وعلق المجلس العسكري يوم الأربعاء، المباحثات مع “قوى الحرية والتغيير”حيث أعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، في بيان بثّه التلفزيون الرسمي فجر الخميس، تعليق المفاوضات مع قادة الاحتجاج لمدة 72 ساعة، وذلك في أعقاب إطلاق نار في محيط اعتصام المتظاهرين أمام القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وفي الخرطوم خرج آلاف المصلون من مساجد متفرقة عقب صلاة الجمعة، رافضين الاتفاقية المرتقب التوقيع عليها بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير. وردد المتظاهرون في مواكبهم شعارات تؤكد على ضرورة عدم المساس بالشريعة الإسلامية، رافضين وضع مصادر للتشريع في دستور السودان من غير الشرع الإسلامي، وردد المتظاهرون أيضا شعارات تؤمن على شعارات ثورة الجماهير، بما فيها محاكمة المفسدين والقصاص من القتلة، وشعار حرية سلام وعدالة أيقونة الثورة. وهتف المتظاهرون أيضا بشعار حرية سلام وعدالة الشريعة خيار الشعب وثوار أحرار لن تحكمنا قوى اليسار.
وبدأ مئات المتظاهرين إزالة المتاريس والركام حول مكان اعتصامهم في الخرطوم، بعدما طالب المجلس العسكري الحاكم بإزالة الحواجز التي تعرقل حركة السير في بعض مناطق العاصمة قبل استئناف التفاوض حول العملية الانتقالية. وحضّ المجتمع الدولي على “استئناف فوري للمحادثات” في السودان بين المجلس العسكري وقادة المتظاهرين بهدف التوصل إلى انتقال سياسي “يقوده مدنيّون بشكل فعلي”، وفق ما أعلن مسؤول أميركي في ختام اجتماع عُقِد في واشنطن. واجتمع مساعد وزير الخارجيّة الأميركي للشؤون الإفريقية تيبور ناجي مع ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والنروج “لتنسيق الجهود بهدف حضّ” الأطراف “على إيجاد اتفاق بأسرع وقت ممكن حول حكومة انتقالية” تكون “انعكاساً لإرادة السودانيين”. وكتب ناجي على تويتر “رحّبنا مع شركائنا بالاتفاقات الأخيرة” بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة المدنية “في ما يتعلق بالمؤسسات الجديدة”.
وأضاف “عبّرنا أيضا عن قلقنا حيال أعمال العنف الأخيرة من جانب قوات الأمن ضد المتظاهرين”، داعيا القادة العسكريين إلى “السماح بالتظاهرات السلمية وإلى محاسبة المسؤولين عن العنف”. وأكّد أيضاً أن ممثلي البلدان الذين حضروا إلى واشنطن ناقشوا أيضا الدعم الذي سيُقَدّم إلى الحكومة المستقبلية بقيادة مدنيّة في السودان.