انخفضت أسعار النفط أمس بعد أن أظهرت بيانات الصناعة زيادة في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة في وقت تطمئن العالم بقدرة المملكة على الحفاظ على توازن الأسواق وتأكيدات وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح بالتزام المملكة باستقرار سوق النفط لصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء في ظل نتائج مثمرة حققها هذا التعاون، معرباً عن شكره لوزراء الطاقة والبترول أعضاء اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج من أوبك وخارجها على تعاونهم لضمان استمرارية استقرار أسواق النفط العالمية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 38 سنتاً أو 0.5 % إلى 71.80 دولارا للبرميل الأربعاء بعد أن ارتفعت 21 سنتاً يوم الثلاثاء. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميريكي لشهر يوليو 58 سنتاً، أو 0.9 % عند 62.55 دولارًا. وتمت تسوية عقود يونيو يوم الثلاثاء واستقرت عند 62.99 دولارا للبرميل بانخفاض 11 سنتًا. وذكر معهد البترول الأميركي أن مخزونات الخام الأميركية ارتفعت بمقدار 2.4 مليون برميل الأسبوع الماضي، لتصل إلى 480.2 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 600 ألف برميل.
وثمن نفطيون في الولايات المتحدة إعلان المملكة أنها ملتزمة بسوق نفط متوازن ومستدام حيث كانت المملكة في طليعة التخفيضات في الإمدادات التي تولتها منظمة أوبك بحكم قيادة المملكة لزمام السوق كأمر افتراضي واقع وإعلانها مسئوليتها لأمن الطاقة العالمي والتي بدأت في يناير وتهدف إلى الحد من زيادة العرض العالمي الذي ظهر في 2018. وساهمت التخفيضات وفق بنك “أوف أمريكا” في انخفاض إنتاج الخام من أوبك وحلفائها بمقدار 2.3 مليون برميل في اليوم بين نوفمبر 2018 وأبريل 2019. وقد ساعد ذلك على رفع أسعار خام برنت بأكثر من الثلث منذ بداية العام.
إلى ذلك شددت وكالة الطاقة بأن أحد أكبر فوائد ثورة الطاقة الأمريكية هو دفع واردات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى أدنى مستوى بعد أن بلغت ذروتها عند 60.3 % في عام 2005، ثم سجلت انخفاضًا إلى 12.1 % فقط في العام الماضي. في وقت انتقلت الولايات المتحدة من الاعتماد المتزايد بشكل مطرد على الطاقة إلى دولة تسيطر إلى حد كبير على مصيرها في مجال الطاقة. ويعزى ذلك إلى حقيقة أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج للغاز الطبيعي والنفط في العالم. ومن المتوقع أن ينمو الإنتاج وفق إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ليبلغ متوسط الإنتاج المحلي من النفط الخام 12.4 مليون برميل في اليوم هذا العام 2019 و13.2 مليون برميل يوميًا في العام المقبل.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام ربما يكون أكثر من طاقة المملكة أو روسيا بحلول منتصف هذا العام في وقت يترقب الأميركيون بلوغ اليوم الذي لا تكون الولايات المتحدة واقتصادها ومستقبلها مرتبطين بواردات النفط من دول أخرى. وتشير إلى أن ذلك اليوم قد بدأ مع بداية ثورة الطاقة الأميركية التي تزامنت تقريبًا مع انخفاض صافي واردات البترول المدعومة بظهور التكسير الهيدروليكي المتقدم والحفر الأفقي الحديث الذي فتح احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي والنفط المحبوس في الصخر وغيرها من التكوينات الصخرية الصلبة. فيما تنظر الولايات المتحدة لليوم بأكثر حرية وأمن تجاه الطاقة بقدرتها على التخطيط لمستقبل متفائل وقيادة عالمية بسبب الغاز الطبيعي والنفط المحلي الوفير والآمن ومن المتوقع أن تكون الطاقات الرائدة في الولايات المتحدة لعقود قادمة.