أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقديم 20 مركبة لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، تحت اسم دعم جهود إزالة الألغام في محافظة الحديدة، وأشار إلى أنه سلم المركبات للمركز التنفيذي لنزع الألغام التابع للحوثيين.
وقال البرنامج عبر موقع التواصل الاجتماعي “توتير”: “هذه هي الخطوة الأولى من عمليات الشراء الكبيرة لدعم الأعمال المتعلقة بنزع الألغام، والمركبات من شأنها المساعدة في تجهيز العاملين بإزالة الألغام بشكل أفضل وقدرة على العمل في بيئات صعبة”.
وأثارت هذه الخطوة استغراب العديد من المراقبين والحقوقيين خصوصاً أن الحوثيين هم الطرف الوحيد الذي يزرع الألغام التي تحصد أرواح آلاف المدنيين اليمنيين، ورغم ذلك يحصدون ثمرة زراعتهم للألغام على شكل دعم من الأمم المتحدة، وعلى الواقع يتحول دعماً لزراعة مزيد من الألغام وسقوط المزيد من الأرواح.
وظهر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مكتب اليمن وهو يسلم 20 مركبة للقيادي الحوثي “عبدالرحمن المؤيد” أحد أبرز مرافقي محمد علي الحوثي رئيس ما يسمى “اللجنة الثورية” وظهر”المؤيد” بشكل متكرر ضمن طاقم حراسته الشخصية.
اللافت أن إعلان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن تقديم 20 مركبة للحوثيين يأتي في اليوم الذي أعلنت فيه الميليشيا اعترافها ضمنياً بمسؤوليتها عن انفجار أحد معامل تصنيع الألغام التابعة لها في أبريل الماضي وراح ضحيته 14 طفلاً وعدد من طالبات مدرسة الراعي.
وأثارت الأمم المتحدة بهذه الخطوة غضب اليمنيين باعتبارهم ضحايا الألغام، واعتبروها دعماً أممياً مباشراً وصارخاً لزرع الألغام من قبل الحوثي الذي يعد الجهة الوحيدة التي تقوم بزراعة الألغام في اليمن، وهو ما يجعل الأمم المتحدة شريكة في الجريمة.
وفور إعلان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن تقديم 20 مركبة لمركز تابع للحوثيين، وجّه وكيل وزارة الإعلام اليمني، عبدالباسط القاعدي، عبر حسابه في تويتر، اتهاماً للأمم المتحدة بدعم ميليشيات الحوثي التي حولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم، مشيراً إلى أنها شريكة للميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران في قتل اليمنيين من خلال تقديم مثل هذا الدعم الذي قال إنه يسهل عمليات استتباب الألغام.
وفي تعليقه على خبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتساءل الصحافي اليمني، كمال السلامي، عن ما يحصل عليه الحوثيين من خلال الرحلات الأممية الخاصة ومن خلال المنافذ البحرية.
وأضاف السلامي، بعد هذا الدعم المعلن لميليشيات الحوثي من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بات جلياً أن برامج التفتيش الخاص بالسفن ليس له قيمة لأن المنظمة الأممية ذاتها ضالعة في دعم الميليشيا الانقلابية وشريك رئيس في جرائم الحرب التي يرتكبونها بحق اليمنيين، ويجب على الحكومة اليمنية إن كان لها قلب أن توقف التعامل مع هذه الأمم المتحدة وبرامجها حتى يتم التحقيق في هذه الفضيحة ومثيلاتها”. مشيرا إلى أن الحوثي يقاتل اليمنيين بسيارات الأمم المتحدة وبالدعم اللوجستي الذي تقدمه لهم. من جهته قال الصحافي اليمني عبدالله الحرازي: “الخطوة تشكل فضيحة أممية صارخة ومكتملة الأركان”.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير حديث نشرته أواخر الشهر الماضي: “الألغام الأرضية الحوثية في الحديدة وعلى طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017 قتلت وجرحت مئات المدنيين ومنعت منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة”، كما أفادت أن الحوثيين زرعوا الألغام بشكل عشوائي في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق مما أدى مقتل 140 مدنياً على الأقل بينهم 19 طفلاً في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018 فقط، وأوضحت أنها منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.