تقود شركة «أرامكو السعودية» حالياً حراكاً مزدوجاً كبيراً لتعزيز تواجدها الدولي القوي في سوق المنتجات البترولية المكررة ومحطات بيع الوقود بالتجزئة للبنزين والديزل الأكثر طلباً في العالم من قطاع السيارات والمحركات الثقيلة عبر سلسلة شبكة محطات وقود دولية في مواقع استراتيجية في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية والصين وماليزيا واليابان حيث توجد أكبر مصافي أرامكو لتكرير النفط الخام بطاقة مجتمعة نحو اثنين مليون برميل في اليوم ويساعدها التوسع في قطاع التجزئة العالمي لزيادة قيمة كل برميل من خلال إيجاد منافذ جديدة موثوقة مستدامة لتسويق النفط الخام السعودي العربي في أكثر المواقع استهلاكا للطاقة.
وتضع أرامكو في اعتباراتها أهمية سلسلة القيمة للتكرير والتسويق والتي تكمن في بيع الوقود ومواد التزييت بالتجزئة مما حد بالشركة لتأسيس شركة «أرامكو السعودية للتجزئة «ريتلكو» في ظل خطط أرامكو القوية للحصول على طاقة تكرير وتسويق متكاملة كبرى تصل إلى 10 ملايين برميل يوميًا من حوالي خمسة ملايين برميل حالياً، في وقت تخطط أرامكو و»توتال» لاستثمار نحو 3.75 مليارات ريال في الأعوام الستة المقبلة لتوسيع وتطوير الشبكة الحالية لمحطات الوقود، لتشمل خدماتها شرائح واسعة من المستهلكين في المملكة.
واتفقت «ريتلكو» و»توتال» لخدمات التسويق من جهة، وشركة التسهيلات للتسويق وشركة سهل للنقل من جهة أخرى للاستحواذ على محطات الوقود التابعة لهما والبالغ عددها 270 محطة، منتشرة في معظم مناطق المملكة، بالإضافة إلى أسطول ناقلات الوقود التابع لهما أيضًا. وستقوم بالعمل على تطوير هذه المحطات تدريجيًا للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة والمرافق الموجودة بها، والوصول إلى المستوى المأمول الذي يتطلع إليه جميع المستهلكين ومرتادي محطاتها. وستخضع عملية الاستحواذ هذه إلى موافقة الجهات التنظيمية.
وتتأهب أرامكو لإطلاق أكبر نقلة تطويرية تحولية هائلة لقطاع بيع الوقود بالتجزئة في محطات البنزين للنقل البري للمركبات والجوي للطيران في شراكة تنافسية رائدة بين عملاقي الطاقة في العالم شركة «أرامكو السعودية» بخبرة خارجية عريقة بإدارة شبكة تضم أكثر من 11٫000 محطة وقود، وشركة «توتال» الفرنسية والتي تضم شبكتها 16000 محطة وقود في 66 بلدا واللتين التزمتا على التطوير المشترك لأعمال بيع الوقود بالتجزئة في المملكة والمسارعة لإعادة هيكلته جذرياً بتحول كلي في مفهوم إمدادات محطات بيع الوقود الذكية وتحقيق الربح المستدام الذي يوفر إيرادًا جديدًا ومستقرًا للشركتين.
وتقود شركة أرامكو فيما وراء البحار المملوكة بالكامل لأرامكو شراكة استراتيجية لمنظومة مشروعات داخل أوروبا وأجزاء أخرى من العالم وتدير بعض مشروعات البنية التحتية الأكثر ابتكارا في العالم وتركز في أعمالها على قطاع المصب للتكرير والكيميائيات في مشروعين ضخمن في آسيا، ومشروع محطه النفط الخام ومرفق التخزين في هولندا، في وقت تشكّل استثماراتها ومشروعاتها المشتركة جزءًا لا يتجزأ من منظومة أرامكو السعودية العالمية للنفط الخام والغاز حيث تعزز هذه المشروعات.
وتنفذ شركة أرامكو فيما وراء البحار أنجح الصفقات التي تعزز تنافسية أرامكو وهيمنها بقيادة سوق الطاقة العالمي وأبرزها شراء حصة بنسبة تبلغ 17 % من هيونداي أويل بنك الكورية الجنوبية، بقيمة استثمارية تقدر بنحو 4,7 مليارات ريال (1.25 مليار دولار). وتمتلك «هيونداي أويل بانك» 650 ألف برميل من طاقة تكرير النفط اليومية، وتصدر منتجات نفطية على مستوى العالم وتدير 2400 محطة وقود ومحطات شحن السيارات حول كوريا الجنوبية، كما تنتج البتروكيميائيات ولديها محطة للنفط في أولسان. في وقت تسعى شركة «ارامكو السعودية» لتعزيز حضورها في كوريا الجنوبية وقربها من عملائها في أكبر مناطق استهلاك النفط ومشتقاته في العالم، إضافة إلى تعظيم استثماراتها في شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية «إس أويل» والتي تمتلكها «ارامكو» بنسبة أغلبية 63.4 %، بعد تمكنها من الاستحواذ على حصص إضافية بقيمة مليارين دولار وهي ثالث أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية بطاقة 670 ألف برميل يومياً. وتقوم الشركة بتسويق المنتجات البترولية والبتروكيميائية في كوريا من خلال شبكة توزيع وتسويق وطنية تشمل سبع محطات لتوزيع المنتجات وأكثر من 1600 محطة خدمة بيع بالتجزئة ذات علامة تجارية.
وقالت أرامكو في نشرة الإصدار الأساسية لسنداتها الدولية بأن شركتها الفرعية المملوكة بالكامل أرامكو فيما وراء البحار ظفرت بصفقات دولية قوية ظهرت في نتائج أرامكو المالية الموحدة لعام 2018 بدأتها في ماليزيا باستحواذها على حصة 50 % من شركة «بتروناس» في مجمع «بريفكيم» للتكرير، وعقدها صفقة استحواذ أخرى مماثلة بحصة 50 % من مجموعه «بتروناس» للكيميائيات في مجمع «بريفكيم» للبتروكيميائيات حيث بلغ مجموع المبالغ النقدية الاعتبارية للصفقات 3,534 ملايين ريال (3,5 مليارات ريال). بالإضافة إلى ذلك، استحوذت أرامكو على 50 % من قروض المساهمين البالغة قيمتها 791 مليون ريال. كما ستقوم أرامكو بتوريد ما نسبته 70 % من إمدادات النفط الخام إلى الشركة، مما سيؤدي لاستدامتها.
وأشارت إلى امتلاك «بريفكيم» للتكرير والكيميائيات أصول مصفاة ووحدات تكسير البخار تحت الإنشاء كما في 31 ديسمبر 2018 والتي ستكرس لإنتاج منتجات التكرير والبتروكيميائيات ومن المقرر أن تبدأ العمليات في 2019. وقد أجرت أرامكو تقييما للمعالجة المحاسبية لهذه الاستثمارات في إطار المعايير الإدارية الموحدة 11 والتنظيمات المشتركة وقررت أن الاستثمارين عمليتان مشتركة. وفيما تدعم أرامكو المشروع بإمداداتها من النفط الخام، توفر «بتروناس» وشركاتها المنتسبة الغاز الطبيعي والكهرباء والمنافع الأخرى للمصفاة. وسيتشارك الطرفان في حقوق بيع وشراء منتجات المشروعين بحصص متساوية.
وستنتج المصفاة التي تبلغ طاقتها التكريرية 300 ألف برميل في اليوم عددًا من المنتجات النفطية المكررة، مثل البنزين والديزل، تُطابق مواصفات الوقود يورو5، كما ستوفر المصفاة اللقيم المطلوب لمجمع البتروكيميائيات المتكامل الذي سيعمل بطاقة إنتاجية تبلغ 3.3 ملايين طن سنويًا من المنتجات البتروكيميائية.