أكد الأكاديمي والمحلل الاقتصادي د. هاشم بن عبدالله النمر أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين حفظه الله برنامج خدمة ضيوف الرحمن يؤكد العناية الفائقة والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للحرمين الشريفين وعملها من أجل راحة الحجاج والمعتمرين والزوار، كما يؤكد استمرار المملكة المضي قدما في إستراتيجيتها التي تضع خدمة الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتها وأولوياتها.
وأردف قائلاً: إن هذا ليس بغريب على ملوك هذا البلد المعطاء فمنذ عهد الملك المؤسس طيب الله ثراه وحتى عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبد العزيز تستشعر عظم المسؤولية والأمانة الكبيرة تجاه خدمة الحرمين الشريفين، وتبذل الغالي والنفيس بإنجاز المشاريع النافعة لأجل راحة زوارهما والتيسير عليهم. ليس هذا فحسب بل استمرار الملك سلمان بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين، دلالة على الاهتمام الأول له أيده الله بخدمة الحرمين الشريفين والتأكيد على ذلك كونها محور أساسي من ضمن رؤية 2030 لزيادة التطورات العظيمة في العمل الخدمي المقدم للحجاج والمعتمرين في سباق مع الزمن لتقديم الأفضل، فقد تضمنت الرؤية التي أطلقها سمو ولي العهد حفظه الله لاستهداف خدمة واستضافة 30 مليون معتمر بحلول عام 2030م فكان برنامج خدمة ضيوف الرحمن الآلية المناسبة للوصول لهذا الهدف الكبير مما يعكس الإمكانيات الضخمة التي توفرها المملكة وقدرتها وخبرتها العالية على مر العقود لاستيعاب ملايين الحشود من الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات والأعراق واللغات وتفوقها في إدارتهم بسلاسة ويسر وسهولة على مدار العام وكل عام.
وقال إن المبهج أن المبادرات المتضمنة في البرنامج قد بنيت على أسس منهجية علمية، كما نوه بذلك وزير الحج والعمرة فقد تم استطلاع آراء آلاف المسلمين حول العالم والتعرف على تطلعاتهم للوصول إلى أدق النتائج الممكنة. وقد تم عكس هذه النتائج لتكون أداة تواكب أحدث التجارب والممارسات من خلال توظيف التقنية والذكاء الاصطناعي لتوفير التسهيلات للحجاج والمعتمرين قبل وصولهم إلى المملكة. البرنامج سيوفر منصة إلكترونية لتطوير الخدمات وتسريعها، تحقيقاً لليسر والسهولة والأمان لخدمة الحجاج والمعتمرين وتوفير الوقت والجهد، وتمكنهم من تحقيق اختياراتهم بأنفسهم خلال الرحلة، وترتيبها بالشكل الذي يوافق رغباتهم. أما خدمة التنقل في الأماكن المقدسة فسيخدم برنامج ضيوف الرحمن في توفير وسائل نقل نوعية ذات المواصفات العالمية كالقطارات في المشاعر وبين مكة والمدينة تسهم في توفير الوقت والجهد، وتختصر أوقات السفر إلى النصف، وتحقق الراحة واليسر لضيوف الرحمن خلال تنقلاتهم إلى المشاعر المقدسة.
وتابع: البرنامج اهتم أيضا بصحة ضيوف الرحمن من خلال توفير أعلى درجات الرعاية الصحية عبر البطاقة الذكية الموحدة، لضمان توفير الخدمات العلاجية بسرعة وكفاءة، والبرنامج لم يتغافل تقديم السياحة الدينية للترفيه عن ضيوف الرحمن عند قدومهم أرض الحرمين الشريفين فقد اهتمت الدولة حفظها الله بتطوير المواقع الأثرية والتاريخية، وجعل رحلة الحجاج والمعتمرين أكثر ثراء وتنوعا ومتعة وجاذبية.
وذكر بأن من أبرز معالم الإبداع في برنامج ضيوف الرحمن تقديم خدمة استضافة ورعاية الأطفال، ما يمكن العائلات من أداء النسك والعبادة في يسر وطمأنينة. إن من الضروري الإشادة بجهود دولتنا الحبيبة للارتقاء بمستوى جودة ما يقدم للحجاج والمعتمرين والزوار، تيسيراً لرحلتهم وتسهيلاً لأدائهم مناسكهم وإثراء تجربتهم، فحفظ الله بلاد الحرمين الشريفين من كل شر وسوء وحفظ الله قائدنا وولي عهده الأمين لخدمة الإسلام والمسلمين.