قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس الجمعة إن أوبك قريبة من الاتفاق على تمديد اتفاق إنتاج النفط بعد يونيو حزيران، لكن السؤال هو كيفية تحقيق تلائم مع الدول المشاركة من خارج المنظمة.
وشدد الفالح إنه لا يرغب في الانخراط في سباق لزيادة إنتاج النفط لتعويض انخفاض الأسعار، قائلا إن العودة إلى وضع انهيار الأسعار في 2014-2015 ببساطة غير مقبول.
وقال الفالح في منتدى اقتصادي في سان بطرسبرج بروسيا إن التوازن المثالي في سوق النفط لم يتحقق وإن السوق تتأثر بعوامل خارجة عن “سيطرتنا”.
وقفزت أسعار النفط ما يزيد عن اثنين بالمئة امس (الجمعة) لتواصل الارتفاع من أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي بلغته هذا الأسبوع في ظل مؤشرات على أن أوبك ومنتجين آخرين ربما يمددون اتفاقهم لخفض الإنتاج.
وبحلول الساعة 0757 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.35 دولار إلى 63.02 دولار للبرميل. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.10 دولار إلى 53.69 دولار للبرميل.
ويتجه خام برنت وخام غرب تكساس صوب تحقيق أقوى ارتفاع يومي منذ أواخر أبريل نيسان. وارتفعت أسعار النفط بعد أن وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في مؤتمر للقطاع في سان بطرسبرج بروسيا إن سعر 60 دولارا منخفض للغاية لتشجيع الاستثمار في الصناعة.
وأضاف أنه لا يريد تعزيز الإنتاج السعودي لتعويض انخفاض أسعار النفط وأن العودة إلى وضع انهيار الأسعار في 2014-2015 ببساطة غير مقبول.
وينتهي أجل اتفاق أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) علاوة على منتجين آخرين من بينهم روسيا، لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا في نهاية الشهر الجاري.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا لديها خلافات مع أوبك بشأن السعر العادل للنفط لكن موسكو ستتخذ قرارا مشتركا مع أعضاء أوبك في اجتماع بشأن سياسة الإنتاج في الأسابيع المقبلة.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجون آخرون غير أعضاء في المنظمة في ديسمبر كانون الأول على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يناير كانون الثاني حتى نهاية الشهر الجاري. ومن المقرر أن يجتمع المشاركون في الاتفاق في الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرار بشأن التحرك القادم.
وقال وزير الطاقة السعودي “آمل في أن يكون قرارا سهلا وأن نمدد جميعا، لكن إذا لم يتم هذا، سنتحلى بالمرونة من حيث موقفنا في المملكة”. وقال إنه لا يرى حاجة لتعميق خفض الإمدادات.
وأكدت المملكة إنه يتعين على أوبك وحلفائها تمديد تخفيضات إنتاج النفط عند نحو المستويات الحالية إذ أن المملكة لا تريد صراعا على الحصة السوقية مع الولايات المتحدة أو تكرار انهيار الأسعار الذي حدث قبل خمس سنوات.
كما قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح إن أوبك قريبة من الموافقة على تمديد اتفاق خفض إمدادات النفط بعد يونيو حزيران، على الرغم من أنه ما زالت هناك حاجة لإجراء المزيد من المحادثات مع المنتجين من خارج المنظمة المشاركين في اتفاق الإنتاج.
وأبرمت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بجانب روسيا ومنتجين آخرين، في تحالف معروف باسم أوبك+، اتفاقا لخفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يناير كانون الثاني. وينتهي الاتفاق هذا الشهر ومن المقرر أن تجتمع مجموعة أوبك+ في الأسابيع المقبلة لاتخاذ قرار بشأن التحرك القادم.
وقال وزير الطاقة السعودي في منتدى اقتصادي في مدينة سان بطرسبرج الروسية “على جانب أوبك التمديد مضمون تقريبا.. السؤال هو تحديد” موقف المنتجين من خارج المنظمة. وتابع “لا أتوقع أن تكون هناك حاجة لتعميق الخفض”.
وارتفعت أسعار النفط 16 بالمئة منذ بداية العام بفضل أسباب من بينها اتفاق أوبك+. لكن الأسعار انخفضت من ذروة فوق 75 دولارا للبرميل في أبريل نيسان إلى أقل من 62 دولارا للبرميل بفعل مخاوف بشأن الطلب بسبب النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ النمو الاقتصادي.
وتخفض السعودية الإمدادات بأكثر من المطلوب في اتفاق أوبك+ في مسعى لوقف تنامي المخزونات. وقال الفالح إن المملكة تضخ نفطا يقل بمقدار 700 ألف برميل يوميا عن المستوى المستهدف لها البالغ 10.311 مليون برميل يوميا، مما ينطوي على إنتاج نحو 9.60 مليون برميل يوميا، وقال “بالتأكيد نريد دفع المخزونات للانخفاض”.
وقال الفالح إن سوق النفط لم تستقر تماما وإن الأسعار تتأثر بعوامل خارجة عن سيطرة أوبك، على الرغم من أن السوق أظهرت بعض الإشارات المشجعة. وقال “أعتقد أن الطلب قوي نوعا ما.. أعتقد أن المعنويات مهتزة بسبب قضايا التجارة، الطلب الحاضر جيد جدا، لا نتوقع أي انخفاض. لا أعتقد أنه ستكون هناك حربا تجارية”.
وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار للنفط بقيادة روسيا في فيينا أواخر يونيو حزيران أو أوائل يوليو تموز للبت في سياستهم للنصف الثاني من العام مع انتهاء الاتفاق الحالي.
وكانت الأطراف اتفقت على تخفيضات انتاجية قدرها 1.2 مليون برميل يوميا، أو أكثر من واحد بالمئة من الإنتاج العالمي، من أول يناير كانون الثاني حتى نهاية يونيو حزيران لدعم أسعار النفط وتحقيق التوازن في سوق الخام العالمية.
وانضمت روسيا إلى جهود أوبك في 2016 وساعد تعاونهما في استقرار أسعار النفط وتخفيف تخمة في المخزونات. وقال بوتين خلال لقاء مع وسائل الإعلام الأجنبية في سان بطرسبرج إنه لن يكشف عما ستفعله روسيا وشركاؤها على صعيد سوق النفط في النصف الثاني من العام، لكنه أضاف أن عدة عوامل، من بينها ارتفاع الطلب على النفط خلال الصيف، ستؤخذ في الحسبان. وتعهد بوتين أيضا بمواصلة التعاون مع أوبك، رغم خلافات بين روسيا والسعودية، أكبر منتج في المنظمة، بشأن ما يطلق عليه “السعر العادل” للنفط، وقال بوتين “هذا طبيعي.. انظر إلى سعر البرميل الذي تستخدمه السعودية لحساب ميزانيتها. إنه أعلى بكثير عنه بالنسبة لنا” مضيفا أن الميزانية الروسية تفترض سعرا يبلغ 40 دولارا لبرميل النفط.