لا يبدو أمراً طبيعياً أن يعيش نادٍ كالهلال بلا إدارة ولا مدرب ولا حتى جهاز إداري للفريق الأول، بعد استقالة الرئيس المكلف الأمير محمد بن فيصل وتكليف عبدالله الجربوع لتسيير أعمال النادي الجماهيري الكبير واستقالة مدير الكرة فهد المفرج.
كل هذا يأتي بعد موسم صادم لعشاق «الزعيم» وعديد من الضربات الإدارية والفنية الموجعة، بدءاً برحيل الرئيس سامي الجابر وتكليف إدارة لم تكن على قدر الطموحات، وإقالة مدرب كبير بحجم البرتغالي جورجي خيسوس دون أسباب مقنعة، ليكتفي الهلال ببطولة السوبر والتأهل لثمن نهائي دوري أبطال آسيا؛ إذ لم يكن الحصاد لائقاً لا بـ»الأزرق» ولا بطموحات جماهيره العريضة.
أكبر المشكلات التي تهدد النادي في الوقت الحاضر هي غياب صانع للقرار بحجم الرؤساء الكبار الذين مروا على النادي، وغياب الرؤية الواضحة لمشهد الموسم المقبل، والأسوأ من ذلك أن عمود الخيمة الهلالية وهم كبار أعضاء الشرف غائبون عن الوجود بشكل ملموس، وبالتالي فإننا أمام سيناريو مشابه لما حدث في الموسم الفائت، وربما تزداد الأمور سوءاً ما لم يتم التحرك لتنصيب رئيس توافقي جديد على غرار ما كان يسير عليه كبير أندية آسيا طيلة تاريخه العريض.
الهلال ليس فريق كرة قدم ولا حتى ناديا رياضيا وحسب، بل هو منظومة رياضية سعودية عملاقة، لا بد أن يحافظ عليها كبار رجالاتها، وأن يبقى هذا الكيان لجماهيره ورجالاته، وأن تعود الثقافة الهلالية التي كانت مثالاً يحتذى قبل الانزلاق والضياع، وفي بقية الأندية كثير من العبر والدروس التي لم يمر بمثلها الهلال؛ كونه لطالما وقف على أسس صلبة وضعها رجالاته الكبار، بدءًا بمؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، ومروراً بفيصل الشهيل، والأمراء عبدالله بن سعد وعبدالله بن مساعد وعبدالرحمن بن مساعد ونواف بن سعد وعشرات بدعم كبار الشرفيين مثل الأمير بندر بن محمد والأمير الوليد بن طلال والأمير فيصل بن سلطان وخالد بن محمد وكثيرون.
إنها مسؤولية تاريخية لا بد أن يتصدى لها رجال «الزعيم»، فأنظار المدرج الكبير تتجه للشرفيين لإعادة ترتيب الأوراق والعودة لالتهام الأخضر واليابس من البطولات، وعدم الاكتفاء بالمنافسة التي لم تعد كافية لإرضاء طموحات الهلاليين.