ارتفعت احتياطيات النفط المؤكدة في المملكة العربية السعودية بواقع 30 مليار برميل وبنسبة 11 % عما كان يعتقد سابقًا لتصل لحوالي 300 مليار برميل، وفقًا لآخر تقديرات شركة “بريتيش بتروليوم” بعد أن قدمت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم تفاصيل جديدة حول تكوين احتياطاتها العملاقة من النفط والغاز.
وقالت شركة بريتيش بتروليوم في تقرير سنوي إحصائي إن المملكة العربية السعودية تملك 297.7 مليار برميل من سوائل الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المؤكدة في نهاية العام 2018، مع ارتفاع الاحتياطيات بمقدار 1.7 مليار برميل في العام السابق. وأشارت إلى أن أرقام الاحتياطي السعودي تزيد بحوالي 30 مليار برميل عن مستوياتها قبل عام، مما يعكس تفاصيل جديدة من شركة النفط الحكومية العملاقة “أرامكو السعودية” بشأن تصنيف سوائل الغاز الطبيعي أو “الغاز الرطب” كنفط سائل، وفقاً لسبنسر ديل كبير الاقتصاديين في شركة “بي بي”.
ويقدر آخر تقرير سنوي لشركة أرامكو أن احتياطيات الغاز الطبيعي المسال في البلاد وهي سوائل الهيدروكربون الخفيفة المنفصلة عن تدفقات الغاز الطبيعي الخام قد بلغت 35.1 مليار برميل في نهاية العام 2017. وقال ديل للصحفيين في لندن “نحن نستخدم بيانات أرامكو السعودية حيث بدأوا في تسييل الغاز الطبيعي المسال”. وقال “كنا نعتقد من قبل أن معظم تلك الغازات المسالة كانت في احتياطاتها من الغاز”، مشيرا إلى أن آخر احتياطيات الغاز المسجلة في أرامكو قد انخفضت مؤخراً.
ووفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن أرامكو، بلغ احتياطات الغاز المؤكدة في المملكة العربية السعودية 36.93 مليار برميل من المكافئ النفطي في العام 2017، منخفضًا عن رقم معادل للنفط أبلغ عنه سابقًا بلغ 52.79 مليارًا لعام 2016. ويعكس الانخفاض الذي أجرته شركة “بريتيش بتروليوم” احتياطيات الغاز المؤكدة في المملكة العربية السعودية عند 5.9 ملايين متر مكعب في نهاية العام 2018، بعد أن كانت 8 ملايين متر مكعب في العام 2017.
يأتي تحديث “بي بي” لتقرير بيانات محك الصناعة العالمية “أرامكو” بعد خمسة أشهر من فتح أرامكو احتياطاتها المقدرة لأول مرة كجزء من تدقيق احتياطي بتكليف قبل خطط الإدراج المستقبلي لأسهم أرامكو. وفي نهاية العام 2017، بلغ احتياطي النفط السعودي 268.5 مليار برميل، مرتفعًا عن التقديرات السابقة البالغة 266.4 مليار، وفقًا للتدقيق المستقل من قبل الاستشاريين العالميين.
وتقرب المراجعة الأخيرة من قبل شركة بريتيش بتروليوم المملكة العربية السعودية من استعادة مكانتها كأكبر مالكة لاحتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وهو التاج الذي فقدته فنزويلا في العام 2010. وفي نهاية العام 2018، بلغت احتياطيات فنزويلا المؤكدة من النفط 303.3 مليار برميل بزيادة 5.6 مليارات برميل عن المملكة العربية السعودية.
ووفقًا لأوبك، التي تشير إلى الأرقام التي أبلغ عنها أعضاؤها مباشرة، فقد بلغت احتياطيات السعودية من النفط الخام المؤكدة 267 مليار برميل العام الماضي، ارتفاعًا من 266.3 مليار برميل في العام 2017. وبشأن احتياطيات النفط العالمية وبشكل عام، ارتفع إجمالي احتياطيات النفط المؤكدة في العالم بنسبة 2 % تقريبًا العام الماضي إلى 1.729 تريليون برميل، من 1.727 تريليون برميل في العام 2016. ويعكس هذا التغيير، الذي شمل التقديرات الأصلية المنقحة لعام 2017 التي شهدت ارتفاعًا من 1.696 تريليون برميل، الإضافات الاحتياطية المؤكدة في البرازيل وفنزويلا والنرويج.
وقال ديل إن جزءًا من المراجعة التصاعدية للعام الماضي يعكس على الأرجح ارتفاع متوسط أسعار النفط، وهو ما يؤثر بشكل عام على أحجام النفط التي تعتبرها الدولة قابلة للاسترداد. وتستند أرقام الاحتياطيات المؤكدة من “بي بي” التقارير الرسمية من السلطات الوطنية. وعلى الرغم من زيادة الحجم، فإن إجمالي احتياطيات 2018 سيكون كافياً لتلبية 50 عامًا من الإنتاج عند مستويات 2018، وفقًا لما قالته شركة بريتيش بتروليوم، منخفضًا من 50.2 عامًا في مراجعة العام السابق.
في حين تمتلك المملكة احتياطيات من النفط المكافئ أكثر من تلك المقدرة من قبل المدققين المستقلين المحايدين وقالت شركة أرامكو السعودية في نشرة الإصدار الأساسية لسنداتها الدولية إن شهادة الطرف الثالث المستقلة فيما يتعلق باحتياطيات المملكة المقدرة 208.7 مليار برميل من احتياطيات النفط المكافئ للمكامن التي تم تدقيقها لا تغطي كامل احتياطاتها، حيث أن المدققين والمراجعين المستقلين لحسابات الشركة قيموا كما في 31 ديسمبر 2017 مكامن تعتقد الشركة أنها تمثل حوالي 80 % من احتياطي النفط المكافئ في المملكة والتي تمتلك الشركة حقوقًا بموجب الامتياز وتظل تنتجه بعد 31 ديسمبر 2017 ولكن قبل 31 ديسمبر 2077 وهي نهاية فترة الامتياز البالغة 40 عامًا بالإضافة إلى أول 20 عامًا من التمديد، مشددة بأن الاحتياطات المؤكدة في 31 ديسمبر 2018، بلغت طاقة 256.9 مليار برميل من النفط المكافئ.