شهدت العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، تسليم جائزة الملك عبدالعزيز البحثية للطفولة والتنمية في الوطن العربي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي، وموضوعها “التنشئة على المواطنة”.
وأعرب سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال في كلمته خلال الحفل عن سعادته بتسليم الجوائز للفائزين في الدورة الأولى للجائزة، التي بادر بتأسيسها واختار اسمها مؤسس المجلس العربي للطفولة والتنمية سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
وأوضح أنه تنافس أكثر من 87 بحثاً قدمها 108 باحثين من 11 دولة عربية على الجائزة، وهو ما يعكس اهتماماً عربياً بهذه القضية المهمة، مؤكدًا أن النجاح ليس في اختيار البحوث الفائزة فقط، بل فيما أحدثته هذه الجائزة من حراك علمي ومجتمعي تجاه واحدة من أبرز قضايا التنشئة، التي تمثل المواطنة إحدى ركائزها الأساسية.
وبين سموه أن الهدف من الجائزة البحثية هو تعميق ثقافة حقوق الطفل عبر إثراء البحث العلمي في مجال تنمية الطفولة والمشاركة المجتمعية، بما يحقق توفير الحماية الاجتماعية وحماية حقوق الطفل في الوطن العربي بما في ذلك الحق في المشاركة والمواطنة، وتشجيع الباحثين المبدعين وتحفيزهم على العطاء في المجال البحثي المرتبط بقضايا الطفولة والتنمية.
وأعلن سموه عن موضوع الدورة الثانية من الجائزة ليكون “تمكين الطفل العربي في عصر الثورة الصناعية الرابعة”، وهو الموضوع الذي تم اختياره ليكون توجهًا استراتيجيًا للمجلس في الفترة المقبلة، إدراكا بأن هذه الثورة الصناعية قادمة لا محالة، وعلينا أن نكون مهيئين لها.
واختتم سموه كلمته بتوجيه التهنئة للفائزين بالجوائز، متمنيًا التوفيق لكل من شارك بجهد علمي مقدر في هذه الدورة، ومتطلعًا للاستفادة من هذه البحوث من أجل تنمية وتنشئة الطفل العربي وبناء أجيال جديدة تواجه المستقبل بوعي كوني جديد تحت الشعار الذي تم الدعوة له وهو عقل جديد.. لإنسان جديد.. في مجتمع عربي ناهض.
وجرى خلال الحفل حوار مفتوح شارك فيه سمو الأمير عبدالعزيز بن طلال بن عبدالعزيز، وعضو مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة أستاذ القانون الدولي د. مفيد شهاب، والمدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “أجفند” ناصر القحطاني، وأمين المجلس العربي للطفولة والتنمية د. حسن البيلاوي، تناول بحث مفهوم ومحددات تنشئة الطفل على المواطنة” وأنه من المهم غرس مفهوم المواطنة والدولة الوطنية لدى النشء وتصحيح المفاهيم الخاطئة حولها.
واستذكر المشاركون في الحوار الدور الكبير الذي قام به مؤسس المجلس العربي للطفولة والتنمية الراحل الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود، لنشر الوعي بقضايا الطفولة والتنمية وأهمية قيام الدول والمجتمعات العربية بمبادرات تهدف إلى تطوير الإنسان الذي يمثل الهدف النهائي لها.
وتنافس خلال هذه الدورة من الجائزة 87 بحثًا تقدم بها 108 باحثين من 11 دولة عربية، وفاز بجوائزها التي تبلغ عشرين ألف دولار مقسمة على ست جوائز، إضافة إلى مكافآت مالية ونشر عدد 8 أبحاث مميزة، 17 باحثًا من 7 دول عربية وهي المملكة والجزائر وسورية وفلسطين ومصر والمغرب واليمن.
وشهدت الاحتفالية توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس العربي للطفولة والتنمية والمجلس الوطني لشؤون الأسرة بالأردن، من أجل تطبيق نموذج التنشئة “تربية الأمل” الذي يتبناه المجلس العربي، ويسهم في تهيئة المؤسسات التربوية والاجتماعية العربية نحو بناء نسق جديد للتنشئة يطلق طاقات عقل الطفل في التفكير الناقد والإبداع، ويمكنه من دخول مجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة.
حضر الحفل الفائزون في الدورة الأولى بالجائزة يتقدمهم سفير خادم الحرمين الشريفين مندوب المملكة لدى الجامعة العربية أسامة نقلي، وعدد من الشخصيات العامة، والسفراء العرب، وخبراء من الجامعات والمراكز البحثية، وممثلو المنظمات المعنية بالطفولة والإعلام.