قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة إنه أوقف ضربة عسكرية مرتقبة لإيران لأن الرد لم يكن ليأتي متناسبا مع إسقاط طهران لطائرة مراقبة أميركية مسيرة غير مأهولة مضيفا أنه فرض المزيد من العقوبات على طهران في وقت متأخر أمس.
وقال ترمب في سلسلة من تغريداته في الصباح الباكر “أوقفت الهجوم قبل موعده بعشر دقائق. لم يكن متناسبا مع إسقاط طائرة مسيرة غير مأهولة. لست في عجلة من أمري، جيشنا جديد ويعيد بناء نفسه ومستعد للانطلاق وهو الأفضل عالميا بفارق كبير”.
وأضاف “العقوبات موجعة وأضفت المزيد ليلة أمس”.
وأعلن ترمب أن أميركا خططت لضرب ثلاثة مواقع مختلفة لكن تم إبلاغه بأن 150 شخصا سيلقون حتفهم
إلى ذلك أعلن المبعوث الأميركي الخاص لإيران براين هوك الجمعة أنه لا يحق لإيران الردّ على الدبلوماسية “بالقوة العسكرية”، متابعاً أن “على إيران أن ترد على الدبلوماسية بدبلوماسية وليس بالقوة العسكرية”.
ومتحدثاً للصحافة في ختام لقاء مع مسؤولين في قاعدة الأمير سلطان الجوية في الخرج، اتهم الدبلوماسي الأميركي إيران بأنها “المسؤولة عن تفاقم التوتر في المنطقة”.
وتابع مبعوث إدارة الرئيس دونالد ترمب “يواصلون رفض المخارج الدبلوماسية التي نقدمها”.
وأضاف “لقد أوضح الرئيس ترمب ووزير الخارجية (مايك) بومبيو موقفنا جيداً: نحن منفتحون على الحوار”. وأشار إلى أن “إيران أجابت بردّ اليد الممدودة دبلوماسياً عبر رئيس الوزراء (الياباني شنزو) آبي ثم عبر الاعتداء على سفينة يابانية”.
وقال إن “دبلوماسيتنا لا تمنح إيران الحق بالرد بالقوة العسكرية”، مشدداً على أن الحملة الأميركية الحالية “بالضغط المطلق على إيران تؤتي ثمارها”.
وأسقط صاروخ أرض-جو إيراني الخميس طائرة مسيرة أميركية فوق بحر عمان. وتزعم إيران أن طائرة الاستطلاع اخترقت مجالها الجوي، فيما تقول واشنطن أنه تم إسقاطها من المجال الجوي الدولي.
ضربات وشيكة
وقال مسؤولان إيرانيان لرويترز الجمعة إن طهران تلقت رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر سلطنة عمان للتحذير من هجوم أميركي وشيك على إيران لكنه قال إنه يعارض الحرب ويريد إجراء محادثات بشأن عدد من القضايا.
وجاءت الأنباء عن الرسالة، التي نقلتها سلطنة عمان ليل الخميس، بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز تقريرا أفاد بأن ترمب وافق على شن ضربات جوية على إيران أمس الجمعة ردا على إسقاط طائرة استطلاع أميركية مسيرة لكنه ألغى الهجمات في اللحظة الأخيرة.
وذكر أحد المسؤولين لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه أن “ترمب قال في رسالته إنه ضد أي حرب مع إيران ويريد إجراء محادثات مع طهران بشأن عدد من القضايا”.
وتابع المصدر قوله “حدد فترة زمنية قصيرة للحصول على ردنا لكن رد إيران الفوري هو أن القرار بيد الزعيم الأعلى خامنئي في هذه المسألة”.
وقال المسؤول الثاني “أوضحنا أن الزعيم الأعلى يعارض أي محادثات لكن الرسالة ستنقل إليه ليتخذ القرار… ومع ذلك أبلغنا المسؤول العماني أن أي هجوم على إيران ستكون له عواقب إقليمية ودولية”.
تأجيج التوتر
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول كبير في إدارة ترمب أن الطائرات الحربية الأمريكية حلقت في الجو وأن السفن اتخذت مواقعها، قبل أن يصدر لها أمر بإلغاء العملية، دون إطلاق أي نيران.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار بالإدارة شاركوا في المناقشات أو أطلعوا عليها قولهم إن الأهداف شملت أجهزة رادار وبطاريات صواريخ.
وأضافت الصحيفة أنه كان من المقرر تنفيذ الضربات في وقت مبكر من يوم الجمعة للحد من الخطر بالنسبة للجيش الإيراني والمدنيين.
وأضافت أنه لم يتضح إن كانت الهجمات على إيران ستنفذ في وقت لاحق.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة بتعمد تأجيج التوتر بشكل خطير حول إيران ودفع الوضع إلى شفا حرب وحثت كل الأطراف على ضبط النفس.
ودعا سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي واشنطن لدراسة العواقب المحتملة للصراع وقال إن تقرير صحيفة نيويورك تايمز أظهر أن الوضع خطير للغاية.
وحولت بعض شركات الطيران الدولية مسارات رحلاتها لتفادي المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان بعد أن أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية أمرا طارئا يحظر على شركات الطيران الأميركية التحليق فوق المنطقة حتى إشعار آخر.
وأعلنت شركة طيران الإمارات ومقرها دبي الجمعة عن تغيير مسارات تحليق طائراتها لتفادي “مناطق النزاع المحتملة”، كما اكدت شركة “الاتحاد للطيران” من جهتها أنها تتابع “الوضع عن كثب” ووضعت “خطط طوارئ”.
وقالت شركة “فلاي دبي” بدورها إنها “عدّلت بعض مسارات الطيران القائمة كإجراء وقائي”.