جنبت المملكة العربية السعودية دول أوبك حتى الآن معركة خفض حصصهم السوقية للنفط الخام بموجب اتفاقية «أوبك+» التي نصت بخفض الإمدادات بطاقة 1.2 مليون برميل يوميًا، والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير ومن المقرر أن تنتهي في نهاية يونيو الجاري، حيث خفضت المملكة إنتاجها بواقع 610,000 برميل يومياً ليصل إلى 9,70 ملايين برميل في اليوم في مايو الماضي وهو أقل بكثير من الحصص المحددة لها عند سقف 10.31 ملايين برميل يومياً محققة أعلى نسبة امتثال بلغت 117 % من بين الدول الـ11 الأعضاء في أوبك الملزمة بحصص وفق صفقة أوبك+.
وتعتبر طاقة المملكة المنتجة في مايو هي الأدنى مستوى في أربعة أعوام ونصف أي منذ يناير 2015، وذلك على الرغم من استمرار فرض العقوبات ضد إيران وفنزويلا وتصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك الهجمات على خط أنابيب نفط رئيس في المملكة، وضغوط الولايات المتحدة لإبقاء سوق النفط مزودًا بشكل جيد. كما تم تعويض الانخفاضات جزئياً عن طريق المكاسب الكبيرة في العراق والتي سجلت مستوى قياسي بلغ 4.82 ملايين برميل في اليوم، وفقاً للمسح. وشهدت أنغولا أيضًا ارتفاعًا قدره 40,000 برميل يوميًا، حيث بدأت شحنات درجة جديدة من الخام موستردا. فيما كان العراق الأقل امتثالًا بزيادة 310,000 برميل في اليوم عن الحد المسموح به. في حين أعفى اتفاق أوبك وغير أوبك إيران وليبيا وفنزويلا من الحصص.
وفي ديسمبر الماضي اتفقت أوبك و10 شركاء من خارج أوبك على إمدادات جديدة تمتد من يناير إلى يونيو الحالي باستثناء إيران وليبيا وفنزويلا واستبعاد قطر التي غادرت أوبك اعتبارًا من أول يناير 2019، ومن المقرر أن تجتمع أوبك وحلفاؤها في أواخر يونيو الحالي أو أوائل يوليو.
وضخت أوبك 30.09 مليون برميل في اليوم في مايو بانخفاض 170 ألف برميل في اليوم عن أبريل، وطالت العقوبات على إيران تقلص إنتاجها إلى 2.45 مليون برميل في اليوم بالقرب من أدنى مستوى لإيران في 31 عامًا. في حين ارتفع انتاج العراق إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4.82 مليون برميل في اليوم.
ووجد مسح إنتاج أوبك أن المملكة العربية السعودية أبقت بعض الحقول غير نشطة وضخت 9.70 مليون برميل يومياً في مايو بانخفاض 120 ألف برميل في اليوم عن أبريل. وكان الانخفاض الشهري مطابقًا لإيران، التي أنتجت 2.45 مليون برميل يوميًا في شهر مايو بينما كانت تسعى للعثور على مشترين بعد أن رفضت الولايات المتحدة تجديد الإعفاءات من العقوبات التي انتهت في بداية الشهر يونيو الحالي.
وضخت إيران، التي كانت في السابق ثاني أكبر منتج في أوبك، أقل عدد من البراميل منذ نوفمبر 1988، ويتوقع العديد من المحللين المزيد من الانكماش بسبب العقوبات، رغم أنها كانت قادرة على الحفاظ على بعض الصادرات من خلال قنوات السوق الرمادية لتجنب اكتشافها.
وإجمالًا، ضخ أعضاء أوبك البالغ عددهم 14 عضوًا 30.09 مليون برميل يوميًا في مايو، بانخفاض 170 ألف برميل يوميًا عن أبريل والأدنى منذ فبراير 2015، قبل انضمام الغابون وغينيا الاستوائية وجمهورية الكونغو وما زالت قطر عضوًا فيها، وفقاً لدراسة «قلوبال بلاتس». وأعلنت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، عن إنتاج مايو الذي بلغ 11.11 مليون برميل في اليوم، مقارنة بحصتها البالغة 11.19 مليون برميل في اليوم، ومن المتوقع أن يعقد تحالف أوبك وغير أعضاء أوبك قمته نصف السنوية في فيينا في الأيام المقبلة، على الرغم من أنه لم يتم تحديد موعد محدد. وكان من المقرر أصلاً عقد الاجتماع في الفترة من 25 إلى 26 يونيو، على الرغم من أن بعض الدول طلبت نقله إلى 3-4 يوليو.
ووفقاً للمسح، فإن فنزويلا، التي تقلص إنتاجها إلى النصف تقريبًا خلال عام واحد، مع تفاقم أزمتها الاقتصادية المتصاعدة بسبب العقوبات الأميركية التي بدأت في يناير، أنتجت 720 ألف برميل يوميًا في شهر مايو، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير 2003 الذي شهد إضراب وطني على مستوى البلاد والذي تسبب في إعاقة صناعة النفط. وشهدت نيجيريا أيضًا انخفاضًا كبيرًا في الإنتاج خلال الشهر بسبب حريق في خط أنابيب نفط «ترانس فوركادوس» الذي أجبرها على الإغلاق وفرض ظروف قاهرة على درجة التصدير الرئيسة خام بوني الخفيف الذي تم رفعه منتصف مايو.