تحضر شركة أرامكو السعودية لاستضافة أول مؤتمر هاتفي في أغسطس القادم لمناقشة النتائج المالية للنصف الأول من 2019 في ظل ترقب عالمي زخم بعد أن أذهلت نتائج أرامكو المالية لعام 2018 أوساط المحللين النفطيين والماليين والاستشاريين ومنافسيها بأرقامها القوية في المبيعات والعوائد بقيمة 1,3 ترليون ريال (356 مليار دولار)، وصافي الأرباح بقيمة 417 مليار ريال (111 مليار دولار)، والإنتاج الضخم للنفط الخام بطاقة 10.3 ملايين برميل في اليوم، وبالاحتياطيات النفطية بقدرة 257 مليار برميل. وعلقت أوساط الصناعة بأن أرامكو بعد أن كشفت عن نفسها بأنها الشركة الأكثر ربحية في العالم، تستعد الان لاستضافة أول مؤتمر هاتفي لمناقشة النتائج نصف السنوية بعد أن تحول أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم شركة أرامكو السعودية ولعقود من السرية بشأن أعمالها عندما كشفت عن مراجعة مستقلة لاحتياطاتها النفطية في يناير، وأصدرت في أبريل نشرة إصدار سندات تكشف عن بياناتها المالية بالتفصيل لأول مرة. حيث تخلل حملاتها الترويجية العالمية لسنداتها ثروة معلوماتية بهرت المستثمرون بالبيانات المالية والأسرار التشغيلية لأهم أصول النفط والغار بالمملكة والتي كانت تمثل حلماً لبلوغها من قبل نظرائها ومنافسيها وعالم النفط إجمالاً. والآن، فإن الشركة المعروفة رسميًا باسم شركة الزيت العربية السعودية، تمضي خطوة إلى الأمام من خلال نشر النتائج لعامي 2017 و2018 على صفحة علاقات مستثمرين جديدة على موقعها على الإنترنت والتي تحتوي على معلومات عن البيانات المالية للشركة والتي تؤكد التزام أرامكو السعودية المستمر بمستويات عالية من الشفافية.
وتعتبر أرامكو أحد ركائز خطة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد السعودي من خلال تطوير صناعات جديدة وجذب كبار اللاعبين في السوق الدولي في شتى قطاعات التنمية والصناعة لتعزيز النمو والذهاب بعيداً عن صادرات النفط كمورد رئيس للبلاد. وفي حين أن الإتاوات والضرائب من ربح مئات مليارات أرامكو تدعم الاقتصاد بالفعل، فإن منتج النفط يجلب نقوداً عن طريق بيع سندات بقيمة 12 مليار دولار في أول إصدار دولي بالدولار واستقطاب أشهر الشركات الدولية المرموقة للاستثمار في التصنيع في الدولة الأقوى اقتصادا في المنطقة والمصنفة ضمن مجموعة العشرين الأقوى اقتصاداً في العالم. في وقت تمضي أرامكو قدما للاكتتاب حيث قال وزير الطاقة ورئيس مجلس إدارة أرامكو م.خالد الفالح إن الاكتتاب يسير على الطريق الصحيح لعام 2021 وأن سندات الشركة كانت “مجرد بداية” لاندماجها في أسواق رأس المال. وقد أطلع المديرون التنفيذيون في أرامكو بمن فيهم الرئيس التنفيذي م.أمين ناصر وخالد الدباغ نائب الرئيس الأول للشؤون المالية، المستثمرين بشكل خاص قبل بيع السندات ونجحوا في جمع طلبات للحصول على أكثر من 375 مليار ريال (100 مليار دولار) من الأوراق المالية، في حين كانت تستهدف جذب مبلغ 45 مليار ريال (12 مليار دولار)، حيث أعتبر مصرفيون بنكيون واستشاريون ماليون عالميون هذا المبلغ المعلن بالرقم القياسي جداً في الأسواق الناشئة وهو بمثابة شهادة ثقة وضمان لقوة الاقتصاد السعودي وقوة جاذبيته للاستثمارات الأجنبية العالمية المباشرة بالأصول في ظل المناخ الاستثماري الخصب المنتعش والازدهار الاقتصاد اللافت. ودفعت أرامكو مبلغ 218,3 مليار ريال (58.2 مليار دولار) في شكل أرباح إلى حكومة المملكة بصفة السيادة في عام 2018، فيما ارتفاع حجم التدفق النقدي من عمليات أرامكو لمبلغ وقدره 453,7 مليار ريال (121 مليار دولار) في 2018، أكثر بمقدار الربع عن مثيله لعام 2017 البالغ 333,7 مليار ريال (89 مليار دولار) وأكثر بمقدار ثلاثة أرباع عن تدفق 2016 البالغ 108,7 مليار ريال (29 مليار دولار) وذلك نتيجة للتوسع الكبير في عمليات الشركة في المنبع والمصب. فيما ضخت الشركة مبلغ 131,6 مليار ريال (35.1 مليار دولار) في الإنفاق الرأسمالي. وأرامكو السعودية والتي بلغت أرباحها قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء قيمة 839 مليار ريال (224 مليار دولار) هي كبرى شركات النفط والغاز المتكاملة على مستوى العالم، وتزاول أعمالها في قطاع التنقيب والإنتاج للنفط الخام والغاز في المملكة العربية السعودية، وتمارس أعمالها في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في شتى أنحاء العالم، وبلغت نسبة العائد على متوسط رأس المال المستثمر 41%، وبلغت قدرتها التكريرية الإجمالية 4.9 ملايين برميل مكافئ نفطي في اليوم، وطاقة تكريرية صافية قدرها 3.1 مليون برميل مكافئ نفطي في اليوم، وتزاول أعمالها في ثمانية مواقع داخل المملكة وعشرين موقعًا خارجها، ويبلغ حجم الأيدي العاملة لديها نحو 76,000 موظف وموظفة.