حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالبارئ بن عواض الثبيتي من استهلاك نعم الله دون أداء حق الله فيها بالعبادة والشكر، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت الله عز وجل يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك له منه استدراج».
وقال -في خطبة الجمعة-: نِعم الله على عبادة كثيرة لا تحصى، وكثرة كاثرة لا تستقصى، ومتتابعة لا تنقضي، قال تعالى: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ».
وأضاف: حصول المنافع ودفع المضار بل كل خير يحوزه العبد هو إنعام من الله عليه، من علم وإيمان وعمل وذرية ومسكن ودابة وسعادة ونجاح، قال الله تعالى: «وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ»، والتأمل فيما حولنا يقودنا إلى استشعار نعم الله، قال تعالى: «فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ».
وأشار إلى أن من مقتضيات تذكر نعم الله الاعتراف بها ونسبتها للمتفضل جل جلاله وهو الله تعالى المنعم بكل النعم التي نتقلب فيها، والاعتراف بنعم الله مفتاح كل خير ويجعل لسان المسلم يلهج على مدار يومه وليلته بالحمد «الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ».
وأضاف: المسلم قد يجعل عبادته مرتبطة بما يناله من نعم فإن أعطي نعمة رضي وإن ارتفعت نقم وسخط، وتلك صفة مذمومة، قال الله تعالى: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ».