تمكنت شركة نجم منذ تأسيسيها العام 2007 من إحداث نقلة نوعية في مجال تقييم الحوادث المرورية، وأصبحت ذات دور فاعل على الطرقات. الرئيس التنفيذي لشركة نجم لخدمات التأمين الدكتور محمد السليمان، شدد على سعيهم المتواصل للارتقاء بخدماتهم، وسط تأكيد منه على أن الحوادث المرورية ليست بكوارث طبيعية بل من صنع الإنسان وبما يفضي إلى أن التعاون لأجل تقليلها والسيطرة عليها أمر تسعى لأجله كل الجهات المعنية بالطرق ومن بينها نجم..
وشدد السليمان على أن خطط وبرامج التحول الوطني في إطار رؤية 2030 تأتي كأولوية لهم لا سيما وأنها ترتبط باختصار فترات الانتظار للحوادث على الطرقات وتنمية الوعي المروري وتحقيق العدالة في تقييم الحوادث.. وتحدث عن نجاح برنامج المعاينات السعوديات، وما ستشهده نجم من توسع كبير، ودورها مع جهات أخرى وفق شراكات استراتيجية في كبح الاحتيال التأميني. وفق الحوار التالي:
- عملتم على رصد عمليات الاحتيال المروري والتقليل منها.. إلى ماذا استندتم في تحقيق ذلك؟
- لدينا شراكات استراتيجية بناءة مع الجهات المعنية لمكافحة وكبح الاحتيال، ونجد كل الدعم الإيجابي منهم.. وبدعم مباشر من مؤسسة النقد العربي السعودي وتعاون كبير من قطاع التأمين.. والنتائج في ارتقاء كبير، والحقيقة أن الاحتيال كان عائقاً كبيراً في تنمية الخدمات المساندة للتقييم غير تأثيره على الأمانة والصدق وحقوق الآخرين.. وما تم جميعه مساهم كبير بتخفيض كبير في الاحتيال بما يكفل حماية حقوق مستخدمي الطرق وشركات التأمين.
- السلامة المرورية من أهم أهداف برنامج التحول الوطني وفق رؤية 2030 ما مشروعاتكم للمساهمة في تحقيق هذا التوجه؟
نحن ملتزمون ومواكبون للرؤية الوطنية في ما يخص دعم تطور حركة النقل وسلامتها ورفع كفاءة وفاعلية الخدمات المقدمة، وتوجّه الكثير من المبادرات والمشروعات المميزة لتحقيق ذلك لأن سلامة مستخدمي المركبات وتقليل الحوادث وسهولة الفصل فيها ناهيك عن التصدي للاحتيال فيما يخص استعمالات التأمين لحفظ الحقوق والأموال جميعها تصب في تنفيذ متطلبات جودة الحياة التي تضمنها التحول.
*تؤكدون دائماً أن ضبط السلامة المرورية وزيادة الوعي على الطرق مساهمان فاعلان في الصحة العامة والاقتصاد الوطني.. هل توضح لنا أكثر في هذا الشأن؟
هناك دراسة من الأمم المتحدة انبثقت من اللجان الإقليمية للأمم المتحدة تحت عنوان “تحسين السلامة المرورية للحد من الحوادث المرورية على الصعيد العالمي.. وضع الأهداف الإقليمية” 2010 تشير إلى أن التكاليف الاقتصاديّة لحوادث الطرق كمتوسط بين الدول بحسب التقديرات، تمثل واحداً إلى ثلاثة بالمئة من الناتج المحلي.. لذا فخفض عدد الضحايا والحوادث على الطرق يؤدي إلى خفض التكاليف بالنسبة للحكومات والمجتمع، ناهيك عن أن ما تخلفه من خسائر بشرية مؤلم جداً للتنمية البشرية التي تهدف بلادنا لتعزيزها، ومالياً فيما يتعلق بالخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني سنوياً في المملكة نتيجة لهذه الحوادث المرورية، وبما يفض إلى خسائر بعشرات المليارات من الريالات.. لذا فإن كل عمل يُعنى بضبط السلامة المرورية وزيادة الوعي على الطرقات سيساهم بالمحافظة على الصحة العامة، ويوقف هدر الأموال وكلا الجانبين داعم رئيس للاقتصاد الوطني.
- تتبنون مشروعاً لرفع الوعي بالسلامة المرورية والخدمات التأمينية يحمل مسمى “أمنها صح”.. متى سيتم إطلاقه بشكل كبير على مستوى المملكة؟
نجم الآن بصدد إعادة صياغة الحملات.. بما هو أفضل وأكثر قدرة على تحقيق الأهداف المرجوة.. كي تكون مواكبة لكل المستجدات والمتغيرات والتقنيات الحديثة، وحيث إن التأمين من أهم الخدمات لا سيما وأنه يعطي للمؤمِّن راحة بال تجاه الخطر المؤمن ضده من حيث تحويل عبء الخطر بخسارة قليلة مؤكدة وهي قسط التأمين مقابل خسارة كبيرة غير مؤكدة.. أيضا لأنه اُعتمد في النظام المروري السعودي لحماية مستعملي الطريق، والتأمين علي المركبات التي تستعمل الطريق العام شرط لا مناص عنه.. لذا فنحن مستمرون في تفعيل وتطوير مبادرات مختلفه من بينها مبادرة “أمنها صح” للتوعية والتثقيف والتأكيد على حقوق الجميع وتعريفهم بذلك.
*بادرتم بمنح المرأة فرص العمل على الطرق كمعاينات للحوادث المرورية.. كيف هي التجربة بعد مرور عام على انطلاقتها؟.
مستمرون في كل ما يواكب التوجيه الكريم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالسماح بقيادة المرأة.. والآن لدينا مبادرة جديدة لإعادة دعم زيادة المعاينات على الطريق لأجل خدمة قائدات المركبات.. وبدأنا في جامعة الأميرة نورة بتواجد معاينات هناك.. نفعل ذلك ونحن نحتفل الآن بمرور عام على قيادة المرأة.. ونحن ساعون وداعمون لكل ما من شأنه عمل المرأة ورفع كفاءتها وفاعليتها كمعاينة للحوادث، وكما أنها الآن جزء من العمل الميداني على الطرقات هي من ضمن منظومة العمل الإداري والتقني لنجم سواء في مواقع قيادية أو تنفيذية.. وحقيقة ففي عملنا ومن تعاملنا عرفنا عن السيدات التقيد بالسلامة المرورية والحرص على الالتزام بالأنظمة والقوانين.
- تنشط الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية ولديها العديد من البرامج الموجهة للمجتمع.. كم حجم الإنفاق لرفع الوعي بالسلامة المرورية والخدمات التأمينية؟
هناك برامج مستمرة لا تتوقف مثل.. حملات التبرع بالدم لسد الاحتياج في كافة المستشفيات والمراكز الصحية في جميع مناطق المملكة وهي التي تضعها نجم من أهم مسؤولياتها الاجتماعية وترصد لها الميزانيات الضخمة.. ونشير إلى أننا قد بلغنا 15 ألف متبرع للدم بعد مشاركتنا مع مبادرة وتين وتم تكريم نجم من قبل معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة مطلع هذا العام.. أيضاً تمت إقامة العديد من حملات التوعية التي تساعد في تخفيف الحوادث المرورية وبالتالي تخفيف الضغط على المستشفيات.. ومشروعاتنا المستقبلية في هذا الجانب كبيرة وستكون مفيدة لمجتمعنا بصفة عامة ولخدمات المستفيدين من التأمين على المركبات بشكل كبير.
- ما الذي أضافته حركة التوسع في خدمات نجم للمستفيدين.. وما أهم مشروعاتم المستقبلية؟
بلادنا تحث الخطى إلى التحول تماماً إلى مصاف المدن العصرية المتطورة، ونحن نريد أن نواكب طموح قادة هذه البلاد -وفقهم الله- بالمساهمة من خلال مجالنا.. نسعى لتبني أفضل معايير الشفافية والإفصاح وفقاً لمقتضيات الإدارة الاحترافية.. أيضاً إدخال الذكاء الاصطناعي على جميع التعاملات، ونحن الآن بصدد إعادة هيكلة الشركة وفق مبادئ الأتمتة المتكاملة بتحويل الفروع من تقليدية إلى فروع تقنية.. كذلك زيادة الحلول للمعاينين، وتطوير تقنيات تحديد المواقع.. غير ذلك فالخدمات قائمة وفي ركاب التطوير مثل اعتماد أنظمة تقنية تمكن نجم من الوصول إلى الحادث بسرعة قياسية.. وتسريع عملية نقل المعارف والمعلومات والاستثمار في السلامة المرورية وزيادة التدريب والتأهيل لموظفينا.. وتم صرف مبالغ ضخمة العام الجاري على البنى التحتية للشركة ودعمها وتطويرها بالتكنولوجيا لأجل خدمة المواطن والمقيم وبما يدعم الحركة المرورية.. لنستمر بخدمة المستفيدين سواء فيما يخص الحقوق التأمينية أو الفصل المباشر في الحوادث.. نسعى لتقليل الحوادث المرورية وزيادة الوعي التأميني.. كذلك تحسين التعاون ودعم الشراكات مع الجهات الحكومية الفاعلة إلى جانب تعزيز علاقتنا المتميزة مع الجهات المرورية والأمنية والجهات ذات العلاقة.