أطلقت الهيئة العامة للرياضة أمس الأحد “برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم”، وذلك في حفل شهدته مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة، بحضور رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، والشركاء واللاعبين وعدد من كبار الشخصيات ووسائل الإعلام.
وكشفت الهيئة اليوم عن 21 لاعباً كخطوة أولى ضمن البرنامج الذي يستهدف ما يقارب 40 لاعباً من اللاعبين الموهوبين وإلحاقهم بالبرنامج الذي تشرف عليه الهيئة من أجل تأهيلهم وإعدادهم فنياً وبدنياً ونفسياً قبل إتاحة الفرصة لهم للانتقال على سبيل الإعارة أو بشكل نهائي إلى الأندية الأوروبية أو العودة إلى الدوري السعودي للمحترفين لنقل الخبرات التي اكتسبوها أثناء فترة البرنامج.
وطبقًا لبرنامج المشروع، سيشارك اللاعبون المختارون في 40 مباراة على الأقل بالموسم أمام فرق من مختلف الدرجات في إسبانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
ووقع اختيار الهيئة العامة للرياضة تحديدًا على جيل مواليد 1999 – 2000، ليكون نواةً للبرنامج الطموح، حيث وصل لاعبو هذا الفريق لمرحلة عمرية مناسبة لبدء رحلتهم الكروية في الفريق الأول لأنديتهم والمنتخب السعودي، فيما يغطي برنامج الابتعاث الخارجي كافة الاحتياجات التي يتطلبها بناء لاعب كرة قدم محترف على مستوى يضاهي نظراءه حول العالم، حيث يوفر خطة فنية وبدنية وغذائية متكاملة تحت إشراف مجموعة من الخبراء والمتخصصين العالميين الذين سبق لهم الإشراف على أكاديميات كروية ناجحة، بالإضافة إلى التعاون مع شركات تسويق اللاعبين لمساعدتهم في الالتحاق بالأندية.
كما يتضمن البرنامج أيضًا حصول اللاعبين على حصص تعليمية في اللغة ويغطي نفقاتهم الخاصة بالسفر والتنقلات والرعاية الصحية والأوراق القانونية، على أن يقضي اللاعبون السنة الأولى منها في الأكاديمية من أجل التأقلم على الأجواء الأوروبية وأساليب التدريب المتبعة في أندية القارة والاحتكاك بلاعبين على أعلى المستويات، من خلال المنافسات التي سيشاركون بها على مدار العام، كما ستتيح الأكاديمية الفرصة للأندية الأوروبية لاستكشاف اللاعبين السعوديين بها، ودعوتهم للمشاركة في الاختبارات الفنية تمهيدًا لضمهم.
ويتشابه برنامج الابتعاث من حيث المبدأ مع تجربة قامت بها بعض الدول مثل الصين التي دعت أندية عالمية لتأسيس أكاديميات بها، أما المملكة العربية السعودية فقد ارتأت أن تغرس لاعبيها كليّا في قلب الثقافة الكروية الأوروبية.
من جهته، قال الأمير عبدالعزيز بن تركي في كلمته التي ألقاها في هذا الاحتفال: “نعتز في المملكة بتاريخنا الكروي الكبير الذي جعل منا واحدًا من أكثر شعوب العالم تعلقًا بكرة القدم وشغفًا بمنتخبها ولاعبيها، ونأمل من حاضرنا أن يعيدنا إلى ذاكرة النجاحات، ولكن رغم هذا يبقى الأهم هو العمل المتواصل من أجل المستقبل”.
وأضاف، “اليوم نخطو خطوةً مهمة تجاه تعزيز إرثنا الكروي ووضع الأسس التي تزيد من فرص نجاح المنتخبات السعودية في المحافل الدولية، عن طريق إطلاق برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم، ويستهدف في أولى مراحله تنمية وتدريب ما يقارب 40 موهبة سعودية وتزويدهم بالمهارات الفنية والحياتية التي تجعلهم قادرين على التكيف مع الثقافة الكروية الأوروبية، وكذلك أساليب التدريب المتبعة في كبرى الأندية العالمية وضمان البيئة المثالية التي تساعدهم على إخراج أفضل ما لديهم والتركيز على صقل مهاراتهم، كما يتيح البرنامج الفرصة للأندية الأوروبية لاستكشاف هذه المواهب السعودية، ودعوتها للمشاركة في الاختبارات الفنية تمهيدًا لضمها”.
وتابع سموه قائلًا: “تعتبر الرياضة أحد الأعمدة الرئيسة في رؤية المملكة 2030 التي تستهدف توسيع قاعدة المشاركة في كرة القدم، وتمهيد الطريق للمواهب الشابة للنجاح والازدهار، وهو بالضبط ما يسعى إليه برنامج الابتعاث السعودي لتطوير مواهب كرة القدم”.