قام الجيش اللبنانى بالانتشار المكثف وفتح الطريق الدولى المعروف بـ “أوتوستراد بحمدون” فى منطقة (بعلشميه – صوفر) المؤدى إلى محافظة جبل لبنان وكذلك إلى سوريا، فى النقاط التى شهدت قطع الطريق بمعرفة عناصر تابعة للحزب الديمقراطى اللبنانى، احتجاجا على مقتل شخصين وإصابة آخرين فى الاشتباكات المسلحة التى وقعت بالأمس واتخذت طابعا دمويا على نحو أشعل توترا طائفيا فى مناطق الجبل.
وأعلنت غرفة التحكم المرورى بجهاز قوى الأمن الداخلى عن إعادة فتح الطريق الدولى، بالاتجاهين (نحو الجبل وسوريا، وكذلك العاصمة بيروت) مع وجود زحام كبير فى حركة السير.
وأخمدت سيارات الإطفاء وفرق الدفاع المدنى النيران المشتعلة فى الإطارات والبراميل المعدنية التى وضعها مناصرو الحزب الديمقراطى اللبنانى الذى يتزعمه القيادى الدرزى النائب طلال أرسلان، فى منتصف الطريق الدولى بهدف قطع حركة السير فى الاتجاهين، وعملت فرق الدفاع المدنى على إزالة أثار الحريق والعوائق لتسهيل حركة المرور أمام السيارات.
وانتشرت وحدات تابعة للقوات المسلحة مدعمة بالآليات العسكرية، وأقامت نقاط تمركز فى منطقة (بعلشميه) وعلى جانبى الطريق لتأمين حركة السير وعدم تكرار قطع الطريق الدولي.
وعلمت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن اتصالات سياسية رفيعة المستوى قد أجريت لإثناء المحتجين عن قطع الطريق الدولي، والعمل على احتواء التوتر الشديد فى الجبل، خاصة وأن اجتماعا للمجلس الأعلى للدفاع منعقد حاليا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، للنظر فى أحداث الاشتباكات المسلحة التى شهدها الجبل بالأمس.
وانسحب المسلحون والمحتجون من مناصرى الحزب الديمقراطى اللبناني، من منطقة قطع الطريق الدولي، قبل وصول وحدات الجيش اللبنانى التى أشرفت على فتح الطريق.
وقال عدد من المحتجين إنهم ينسحبون بناء على طلب ووساطة من رئيس الحزب الديمقراطى اللبنانى طلال أرسلان، والذى دعاهم إلى التوقف عن قطع الطريق والعودة إلى منازلهم وبيوتهم.
وكان عناصر الحزب الديمقراطى اللبنانى قد قطعوا بالأمس عددا من الطرق الدولية والرئيسية احتجاجا على أحداث العنف بالجبل، مستخدمين الإطارات المشتعلة والعوائق، كما أطلقوا الرصاص من أسلحة نارية آلية فى الهواء فى عدد من المناطق والطرق.
وشهدت مناطق بمدينة (عاليه) فى محافظة جبل لبنان، بالأمس، أحداثا دموية واشتباكات مسلحة، على خلفية زيارة أجراها وزير الخارجية رئيس “التيار الوطنى الحر” جبران باسيل إلى بعض مناطق الجبل، حيث قطع محتجون ينتمون للحزب التقدمى الاشتراكى الطرق لمنع باسيل من استكمال جولته، بعدما اعتبروا أن بعض التصريحات التى أدلى بها تستهدف الوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان الجبل.
وقُتل عنصران أمنيان من المرافقين لوزير شئون النازحين صالح الغريب، المنتمى للحزب الديمقراطى اللبنانى الحليف للوزير باسيل، كما أُصيب آخرون جراء اشتباكات نارية متبادلة مع محتجين، وذلك أثناء مرور موكب الوزير الغريب للانضمام إلى جولة الوزير باسيل، وتبادل الحزب الديمقراطى اللبنانى والحزب التقدمى الاشتراكي، إلقاء اللائمة والمسئولية على بعضهما البعض فى وقوع الحادث.
وتعد منطقة الجبل المعقل الرئيسى لأبناء طائفة الموحدين الدروز. ويعتبر الحزب التقدمى الاشتراكى برئاسة وليد جنبلاط، الممثل السياسى الأكبر للطائفة الدرزية فى لبنان، يليه الحزب الديمقراطى اللبنانى برئاسة النائب طلال أرسلان (المتحالف مع التيار الوطنى الحر وحزب الله) بالإضافة إلى حزب التوحيد العربى برئاسة الوزير السابق وئام وهاب والذى يعد بدوره حليفا لأرسلان فى مواجهة جنبلاط.