تعهدت الحكومة اللبنانية اليوم الاثنين (الأول من يوليو تموز) بالعمل على استعادة الأمن في منطقة شهدت تبادلا لإطلاق النار أسفر عن سقوط قتيلين وأثار المخاوف من تجدد الصراع في واحد من أكثر المسارح دموية في الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقُتل مرافقان لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب أمس الأحد (30 يونيو) في تبادل لإطلاق النار في منطقة عاليه فيما وصف بأنه محاولة اغتيال. وقال مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم رئيس البلاد وقادة ووزراء وقادة الأمن اليوم إنه اتخذ “قرارات حاسمة” لاستعادة الأمن في المنطقة وتقديم المتورطين إلى العدالة.
وبدأت الأحداث لدى احتجاج أنصار الزعيم الدرزي وليد جنبلاط على زيارة مزمعة للمنطقة من قبل وزير الخارجية جبران باسيل وهو مسيحي ماروني وخصم لجنبلاط. وألغى باسيل الزيارة في النهاية وقال إنه يريد أن يتجنب وقوع أي مشكلات أمنية.
والغريب سياسي درزي متحالف مع باسيل ومدعوم من الزعيم الدرزي طلال أرسلان خصم جنبلاط.
ويشير العنف أيضا إلى صراع على السلطة الدرزية بين جنبلاط المناهض لسوريا ومنافسه التاريخي أرسلان المقرب من دمشق ومن جماعة حزب الله.
وقال الغريب أمس الأحد إن ما حدث “كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال واضحة”.
واتهم الحزب التقدمي الاشتراكي، الذي يتزعمه جنبلاط، حراس الغريب بفتح النار على المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجا على زيارة باسيل للمنطقة مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار. كما أصيب اثنان من أنصار الحزب التقدمي الاشتراكي في الحادث.
وقال أرسلان في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون اليوم إن الدولة يجب أن تتحرك “وإذا لم تضرب الدولة بيد من حديد ستكون هناك تداعيات سلبية في أكثر من منطقة”.
وعادت الخصومة التاريخية بين أرسلان وجنبلاط للظهور على عدة جبهات مؤخرا بما يشمل خلافات على المناصب التي يشغلها الدروز في حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس الوزراء سعد الحريري.