انخرط وسطاء الاتحاد الافريقي وإثيوبيا في جولات مكوكية بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير المعارضة، مؤكدين أن هناك تقدما كبيرا في المفاوضات غير المباشرة قد يقود لاتفاق وشيك، في وقت دعا التحالف المعارض إلى عصيان مدني في سائر أنحاء البلاد وتظاهرات مليونية جديدة حدد لها يوم 14 من الشهر الجاري.
وقال التحالف في بيان، إن يوم الأحد 14 يوليو الجاري، هو يوم العصيان المدني والإضراب السياسي الشامل في كل القطاعات المهنية والحرفية والعمالية والشعبية في العاصمة القومية والأقاليم، بالتزامن مع مواكب الجاليات السودانية بالخارج.
ودعا إلى تشكيل مجلس تشريعي مدني من قوى الثورة يضطلع بإصدار القوانين والتشريعات، وطالب المجلس العسكري الانتقالي بتسليم مقاليد الحكم في البلاد فوراً لسلطة مدنية، وفقاً لإعلان الحرية والتغيير.
وشدد البيان على ضرورة فتح تحقيق مستقل بدعم إقليمي لتحديد المسؤول عن قتل المتظاهرين، منذ أبريل الماضي.
وقال القيادي في الوفد المفاوض لقوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني في مؤتمر صحفي بالخرطوم أن التحالف متمسك بالمبادرة الإثيوبية الأفريقية أساساً للتفاوض، لكن المفاوضات بين الطرفين يجب أن تكون غير مباشرة.
وأكد عباس أنهم أبلغوا الوسطاء في المبادرة الأفريقية الإثيوبية أنه لا بد من تحديد إطار زمني لعملية التفاوض.
وقال «لن نتخلى عن المسار السياسي التفاوضي، ولن نتخلى عن مسار التصعيد السلمي»، وأكد أن تسعة أشخاص قتلوا خلال احتجاجات الأحد، فضلاً عن إصابة نحو 200 آخرين.
وفي السياق ذاته قالت السفارة الأميركية في الخرطوم، في تغريدة على تويتر، إن المظاهرات السلمية في العاصمة والعديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء السودان تؤكد مطالبة الشعب بحكومة انتقالية مدنية.
وطالبت السفارة في تغريدة ثانية بمساءلة السلطات العسكرية عن القتلى السلميين، واعتبرت استخدام قوات الأمن للذخيرة الحية ضد المتظاهرين أمراً يستحق الشجب.
ودعت إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق فوري بشأن تشكيل حكومة انتقالية مدنية تحظى بقبول شعبي.
إلى ذلك أكدت الوساطة المشتركة (الأفريقية الإثيوبية) أنها تتحرك بين الطرفين، مؤكدة ثقتها بحدوث اختراق قريباً.
وأعلن الوسيط الأفريقي محمد الحسن ولد لبات عن تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي جرت يومي الاثنين والثلاثاء بين الطرفين، مؤكداً استمرار هذه المباحثات حتى التوصل لاتفاق.
وقال لبات في تصريحات محدودة المفاوضات مستمرة ونحن متفائلون بحدوث اتفاق بين الطرفين.
وفي غضون ذلك أعلن تجمع المهنيين المعارض الذي يحرك الاحتجاجات أن السلطات شنت اعتقالات طالت عددا من قياداته على رأسهم «يس حن» رئيس لجنة المعلمين من منزله بالخرطوم والمحامي عبدالماجد عيدروس من مدينة عطبرة.
وقال التجمع في بيان إن قوى مشتركة من الأمن والدعم السريع اقتحمت منزل قمربة عمر بالحاج يوسف شرقي الخرطوم في وقتٍ سابق بحثاً عنها حيث ثم تفتيش المنزل وأخذ مجموعة من الاوراق تخصها، ونفس الأمر حدث مع عبدالخالق الطيب عضو لجنة المعلمين ود. إحسان فقيري عضو نقابة الأطباء الشرعية.
وحذر التجمع المجلس العسكري من المساس بأي من أعضائه أو قوى التغيير، محملا إياه مسؤولية سلامتهم كاملة.