قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ: في تعاقب الأزمان معتبر وفي اختلاف الليل والنهار مُدّكر، يقول سبحانه (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، وعلى المؤمن أن يتخذ من اختلاف الأزمان موعظة وذكرى، وكن في أحوالك لله شاكراً وبطاعته عاملاً ولمعاصيه مجانباً، قال تعالى (وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
وأضاف في خطبة الجمعة من المسجد النبوي: إنما يتذكر التذكر النافع أهل الإيمان فهذا الاعتبار يحدث لهم خوفا حقيقيا من خالقهم وخشية شديدة من عقابه وحذرا جادا من سخطه، إنهم هم الذين ينتفعون بآيات الله الكونية فيتعظون بها ويعتبرون حتى يثمر لهم ذلك إيمانا صادقا وعملا خالصا، ومن عبر ومواعظ اختلاف صفات الأزمان ما يجده العباد في فصل الصيف من شدة الحر ولهذا يبتغون السبيل إلى الظل الظليل والهواء البارد العليل فالواجب على المسلم أن يتذكر بذلك نار جهنم وحرّها نعوذ بالله من ذلك، قال تعالى (وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ).
وفي الخطبة الثانية أشار إلى أن شهر ذي القعدة من أشهر الحج ومن الأشهر الحرم التي شرفها الله وعظم حرمتها، قال ابن عباس رضي الله عنه: «اختص الله أربعة أشهر جعلهن حرماً وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم وجعل العمل الصالح والأجر أعظم»، ونص أهل العلم على سنية العمرة في شهر ذي القعدة لأن عمر النبي صلى الله عليه وسلم الأربع كلهن في ذي القعدة كما ورد في الصحيحين.