أطلقت في هيوستن مرحلة متقدمة جديدة في دفعة أعمال أضخم مشروع لتحويل النفط الخام لكيميائيات مباشرة في العالم والذي يجري تشييده في ينبع الصناعية بأقوى تحالف سعودي 100 % ويقوده قطبا صناعة النفط والكيميائيات شركتا أرامكو السعودية وسابك بإجمالي استثمارات تقدر بنحو 112,5 مليار ريال (30 مليار دولار)، حيث اجتمع الشركاء في هيوستن لبدء مرحلة التطوير الرئيسة التالية.
واطمأن الاجتماع بالإشارة إلى ما تحقق من تقدم كبير في أعمال التقنية والهندسة والتوصل لبراءات اختراع في جوانب التشغيل والمنتجات حيث أصبح مجمع النفط الخام والكيميائيات المتكامل والمخطط بدء تشغيله في 2025، على الطريق الصحيح ليصبح الأكبر من نوعه في العالم، وسوف يصبح مساهماً رئيساً في رؤية 2030، مما يتيح حقبة جديدة من التنويع الصناعي، وخلق فرص العمل وتطوير التكنولوجيا في المملكة.
ومن المتوقع أن يعالج المجمع 400,000 برميل يوميًا من الزيت العربي الخفيف، والذي سينتج حوالي تسعة ملايين طن من المواد الكيميائية وتسعة ملايين طن من الوقود سنويًا. ومن الجدير بالذكر أيضًا أنه من المتوقع أن يحقق معدل تحويل مباشر من النفط الخام إلى مواد كيميائية تصل إلى 50 %، وهو أمر غير مسبوق على مستوى العالم.
وعقد الاجتماع في مقر شركة “كي بي آر” الرائدة عالميا في إدارة المشروعات والخدمات الهندسية، والتي منحت عقداً لتطوير جزء من مجمع تحويل النفط لكيميائيات وستوفر الهندسة والتصميم الأمامي لمصب الكيميائيات والمواد الكيميائية في المجمع الرئيس. ويشمل النطاق الدراسات الهندسية وتخطيط البنية التحتية وتطويرها لكل من وحدات البوليمر والجلايكول جنباً إلى جنب مع مجمع العطريات، والخطة الرئيسة للمجمع والمرافق العامة خارج الموقع. الرائدة عالميًا في مجال إدارة المشروعات وتقديم الخدمات المهنية والهندسية في قطاع الكيميائيات، وذلك لإدارة المشروع، وتنفيذ الأعمال الهندسية والتصميمية الأولية. ويسعى العقد إلى وضع اللمسات النهائية بخصوص نطاق المشروع، واختيار مزودي التقنية، وتحديث الجوانب الاقتصادية، وتنفيذ الأعمال الهندسية والتصاميم الأولية.
وتعاقد شركة “كي بي آر” هو الثاني الذي يمنح لهذا المجمع النفطي الكيميائي الفريد من نوعه، وقال فهد الهلال، نائب الرئيس لإدارة المشروعات “نحن نعتمد على العلاقة الطويلة الأمد بين أرامكو السعودية وسابك من جهة، و”كي بي آر” من ناحية أخرى، لتطوير هذه الحزمة الهندسية الأولية للمجمع العالمي”.
وتضمن الاجتماع الذي نشرت جوانبه شركة أرامكو أميركا للخدمات توقيع مراسم تعهد السلامة من قِبل القيادة العليا وأعضاء فريق المشروع من جميع الشركات الثلاث. يشار إلى أن برنامج “كي بي آر” للسلامة يطلق عليه “صفر الأضرار”، ويشرك رعاة المشروع وأعضاء الفريق على جميع المستويات للالتزام بعقلية الأمان على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وهي حالة لا يمكن التنازل عنها ولا يمكن المساس بها أبدًا.
وعبر أعضاء قيادات شركة “كي بي آر” عن تقديرهم لأرامكو السعودية وسابك للشراكة، وأقروا كذلك بالدور المحوري الذي ستضطلع به شركتهم في مشروع تحويل النفط لكيميائيات، وقال ستيوارت برادي رئيس الشركة التنفيذي: “نحن متحمسون لفرصة مواصلة إرثنا الفخور في المملكة العربية السعودية، وتقديم نموذج لمفهوم المشروعات العملاقة كمثل هذا المجمع”. وكانت الشركة أيضًا شريكًا رئيسا في تطوير مشروع شركة صدارة للكيميائيات بين شركتي أرامكو السعودية وداو كميكل البالغة استثماراته 75 مليار ريال في أعمال مشابهة في تحويل النافثا لكيميائيات وسيطة وسلسلة المنتجات ذات القيمة المضافة.
وتتولى شركة أرامكو للخدمات في أميركا التابعة لشركة أرامكو السعودية إدارة عقد شركة “كي بي آر” نيابة عن أرامكو السعودية. وقال باسل أبو الحمايل، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو للخدمات “نحن متحمسون لمشروع تحويل النفط الخام لكيميائيات مباشرة وإمكاناته الهائلة لإحداث مثل هذا التأثير الإيجابي وسيواصل فريق أرامكو للخدمات تقديم دعمه الكامل لفريق إدارة المشروع للمساعدة في ضمان النجاح”. ومن خلال هذا العقد ستواصل الشركة التزامها بتحقيق أهداف كل من المحتوى المحلي في المملكة وبرامج الرؤية 2030.
وكانت شركة وود البريطانية قد حصلت على العقد الأول وهي أيضًا شركة رائدة في إدارة المشروعات والهندسة، ويضمن عقدها توفير خبراتها في مجال الهندسة والتصميم لمكونات التكرير ووحدة تكسير اللقيم المختلط والمرافق العامة في الموقع وتكامل الواجهة والموقع واختيار موفري التكنولوجيا وأفضل الممارسات لإنجاز مرحلة التصميمات الهندسية في الوقت المحدد، وتنفيذه حسب الجدول الزمني.
اجتماع هيوستن لإطلاق المرحلة الثانية من التطوير لمجمع تحويل النفط الخام لكيميائيات