أنجزت شركة أرامكو السعودية أهم خطواتها الاستراتيجية في مشروعاتها العملاقة المدمجة المتكاملة للتكرير والكيميائيات حيث وقعت أخيراً مذكرة تفاهم مع شركتي “إنيوس” للكيميائيات، ومقرها المملكة المتحدة، و”توتال” الفرنسية، وذلك لإنشاء ثلاثة مصانع جديدة في مجمع البتروكيميائيات الذي أُطلق عليه “مشروع أميرال” في مجمع شركة أرامكو توتال للتكرير والبتروكيميائيات “ساتورب” بالجبيل2، وبتكلفة 7,5 مليارات ريال (2 مليار دولار).
وقالت “أرامكو”: إن هذه المشروعات تأتي في إطار خطة لتشغيل إحدى أكثر الوحدات التصنيعية كفاءة في العالم، لإنتاج مادة الأكريلونتريل بطاقة إنتاجية تبلغ 425,000 طن، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، حيث تطبق هذه الوحدة تقنيات شركة إنيوس. وقد التزمت “إنيوس” أيضًا ببناء مصنع آخر لمنتجات الألفا أوليفينات بطاقة إنتاجية تصل إلى 400,000 طن، بجانب منتجات البولي ألفا أوليفينات عالمية المستوى.
وسيوفر “مشروع أميرال” عائدات بأكثر من 15 مليار ريال (4 مليارات دولار) من الاستثمار في المشتقات النهائية لأعمال التكرير والمعالجة ووحدات المواد الكيميائية المتخصصة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج في العام 2025م. وتعكس هذه الاتفاقية حجم التقدّم المبذول نحو تحقيق طموحات المملكة لتعزيز مكانتها لتصبح إحدى أكثر البيئات الجاذبة للاستثمار في العالم، وتدل أيضًا على أن المملكة تحقق نجاحًا في جذب الاستثمارات للداخل بفضل السياسات التجارية الناجحة والمشجعة للاستثمار. ويؤكد توقيع هذه الاتفاقية مع “إنيوس” و”توتال” بوضوح أن استراتيجية أرامكو السعودية في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق تتماشى مع الاستراتيجية الاقتصادية للمملكة.
وبهذه المناسبة كشف النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، م. عبدالعزيز القديمي، عن المكاسب التجارية والاستراتيجية لهذه الاتفاقية، وقال: “إن الإصلاحات الأخيرة في المملكة وبيئة الاستثمار المواتية ستستمر في دفع عجلة الاستثمارات الداخلية بشكلٍ عام، وقطاع الطاقة والكيميائيات على وجه خاص”.
وأبدى القديمي تفاؤله بالتوافق الكامل للعمل على تحقيق أهداف أرامكو السعودية، قائلًا: “يؤكد توقيع هذه المذكرة عزمنا على التعاون مع شركاء على أعلى المستويات، وذلك في إطار مساعينا لتوسيع نطاق تكامل أعمالنا في مجال البتروكيميائيات مع توفير وظائف جديدة وعالية الجودة في المملكة”.
ومن المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقية في تطوير الكفاءات الوطنية، لا سيما مع دخول المستثمرين الدوليين الكبار لأسواق المملكة بحثًا عن المواهب المحلية للعمل على تطويرها وتوظيفها في أماكن العمل ذات التقنية العالية، وذلك في إطار مساعي المملكة لتعزيز مكانتها التجارية وسط مناخ تجاري عالمي متغير.
ويأتي هذا الإنجاز في وقت تواصل أرامكو السعودية سعيها نحو تحقيق رؤيتها بأن تصبح أكبر منتج متكامل في العالم في قطاعي الطاقة والكيميائيات، وذلك من خلال الدخول في شراكات لإنشاء مجمعات صناعية عملاقة في قطاع الطاقة والبتروكيميائيات. في وقت عملت أرامكو كذلك على توسعة أصولها المشتركة الرئيسة للتكرير والتسويق والبتروكيميائيات في الدول المستهلكة الكبرى مثل الصين والهند، إلى جانب ماليزيا، بخلاف الأصول المنتشرة في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان.