تعكف عدة شركات بتروكيميائية سعودية على تطوير عمليات التصنيع لمنتجات جديدة من خلال تعظيم الاستفادة من اللقيم الوارد من شركة أرامكو السعودية المتمثل في إمدادات الغاز الطبيعي من الميثان والإيثان والتي تقوم عليها الصناعات البتروكيميائية حيث تخطط للحياد بها عن الطرق التقليدية لإنتاج المواد البتروكيميائية وتوجيهها لخطوط إنتاج مواد كيميائية بلاستيكية خام ووسيطة جديدة تدفع لقيام سلسلة صناعات تحويلية ضمن مشروعات مبتكرة تواكب تطورات الثورة الصناعية العالمية الحديثة التي يقودها الابتكار لإثبات الوجود والمنافسة والاستدامة المتجددة في ساحة البتروكيميائيات العالمية المتبدلة.
وتتزعم المشهد عملاقة البتروكيميائيات والبلاستيكيات الهندسية المبتكرة والمنتجات الكيميائية المتخصصة في العالم شركة «سابك» والتي تعكف حالياً على تعظيم الاستفادة من اللقيم الوارد لاثنتين من أكبر وأضخم وأعرق شركاتها البتروكيميائية في العالم والمملوكة لها بالكامل بالجبيل كل من الشركة السعودية للبتروكيميائيات «صدف»، والشركة العربية للبتروكيميائيات «بتروكيميا»، حيث قررت «سابك» تطوير أطر استخدامات اللقيم وإعادة هيكلة المنتجات والمواد الأساسية وتطويرها إلى مواد ذات ربحية وفائدة أعلى وفقاً لطلب الأسواق ما يعني التجرد من التقليدية في محدودية استخدام اللقيم والغوص أعمق لرؤى خلاقة مبتكرة تصنع الفرق في تاريخ الشركتين.
ولكي تحقق «سابك» مناها في هذا المفهوم قررت دمج العمليات التشغيلية في شركتي «صدف» و»بتروكيميا»، لمرونة أقوى في توجيه اللقيم، على أثر ظروف السوق العالمية الصعبة، بما يؤدي إلى زيادة الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية في وقت تتلقى «صدف» من اللقيم الإيثان والميثان، والبيوتان، فيما تتلقى «بتروكيميا» الإيثان والبروبان، حيث يعزز هذا التنوع في حصص اللقيم المتفق عليها مع أرامكو وفق اتفاقيات طويلة الأجل حراك «سابك» لأعظم استغلال لأكبر إمدادات من اللقيم التي تتلقها من شركة أرامكو، وتتوقع «سابك» الانتهاء من هذه الخطوة في النصف الثاني من العام 2019م.
في الوقت الذي تتشبث «سابك» بالمضي قدماً في مسيرة التحول الشامل الناجحة في كافة أعمالها التي بدأتها قبل ثلاث سنوات، وتواصل العمل لتحقيق تقدم في مجال المنتجات المتخصصة ولقائمها، والبقاء على تيارات التبدل الجذري المدعومة بقوة البنى التحتية والتجهيزات الأساسية التي تقبل التحول بأقل التكاليف وأكبر العوائد. وسعت «سابك» في هذا المنحى للاستفادة الوطنية الكاملة من ثروات اللقيم والتحكم في مساراته دون شريك أجنبي حيث نجحت بالاستحواذ الكامل على مجمع «صدف» بعد شراء كل حصة شريكتها (شل) البالغة نسبتها 50 % بقيمة 3,075 مليارات ريال (820 مليون دولار)، ويضم المجمع ستة مصانع عالمية للبتروكيميائيات يتجاوز إجمالي إنتاجها السنوي أربعة ملايين طن متري، ما يتيح المجال أمام «سابك» لتحقيق الاستفادة المثلى من عمليات هذه المصانع وزيادة الاستثمار في منشآتها، والاندماج بشكل أوثق مع الشركات التابعة الأخرى للاستفادة من فرص التكامل في ظل وفرة اللقيم.
وطرحت دراسة إقامة عدة مشروعات جديدة في «صدف» ومنها التخطيط لإنشاء مشروع متكامل لإنتاج مواد «البولي يول» أحد المكونات الأساسية للبولي يوريثين و»أكسيد بروبيلين مونومر الستايرين»، وذلك في الموقع الحالي للشركة في الجبيل الصناعية، وسيلبي هذا الاستثمار احتياجات الطلب العالمي من التطبيقات والحلول في قطاعات البناء والتشييد، والسيارات والنقل، والأثاث والمفروشات، والرياضة، وتغليف الأغذية، والتبريد والتجميد، والأجهزة المنزلية حيث ستوفر منتجاتنا من «البولي يوريثين» ميزات عديدة، منها المتانة، والمرونة، ودرجات خشونة وصلابة متباينة، وخصائص عزلٍ يمكن استخدامها في نطاقٍ عريض من التطبيقات.
فيما تحتل شركة «بتروكيميا» المرتبة الرابعة في قائمة أكبر عشرة مجمعات للإيثيلين في العالم بطاقة 2.250 مليون طن متري سنوياً، وتنفذ توسعة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنع الأوليفينات الأول للإيثيلين إلى 180 % من الطاقة الأصلية التي أنشئ عليها العام 1981 إضافة لمشروع توسعة محطة استخراج البيوتاديين بنسبة 60 % لتصل إلى طاقة إنتاجية 197 ألف طن سنوياً، فيما فرغت الشركة أخيراً من تدشين مشروع «الأكرونايترايل بيوتادايين ستايرين» بتكلفة 2.1 مليار ريال، وبطاقة سنوية تبلغ 140 ألف طن متري، ويسهم هذا المشروع في تلبية متطلبات الصناعات التحويلية في مجالات صناعات السيارات، والأجهزة الكهربائية المنزلية، وغيرها.