أكد متخصص في شأن السياحة والسفر، أن جميع المؤشرات تظهر انخفاضاً نسبياً في عدد سياح الخارج صيفاً مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، حيث يظهر بعد مضي أكثر من نصف إجازة الصيف لهذا العام، أن هناك انخفاضاً لعدد من الوجهات في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها تركيا التي نقص فيها عدد السعوديين بقرابة 54 % مقارنة بالعام الماضي، وأيضاً انخفض عددهم من جميع دول الخليج وليس من المملكة فقط، خاصة بعد تحذير السفارات الخليجية من مشاكل متعددة يتعرض لها السياح في تركيا بشكل واضح على مدار الأسابيع الماضية.
وقال وليد السبيعي عضو لجنة وكالات السفر بالغرفة التجارية بالرياض في تصريح لـ”الرياض”، إن الانخفاض في عدد المغادرين اتضح من خلال إجازة عيد الفطر الماضي، وخاصة للرحلات القصيرة ولدول الخليج المجاورة وخاصة دبي والبحرين، وتواصل هذا الانخفاض بنسب قليلة مقارنة بالعام الماضي، ولمسنا ذلك من خلال العروض المنخفضة جداً للسكن في الفنادق والمنتجعات السياحية الكبيرة والمعروفة في دبي وغيرها من دول الخليج، حيث نقصت أسعارها لمستويات متدنية، ولم تسجل بهذا الوضوح من ناحية عروض الصيف بهذا الحجم في الأعوام القليلة الماضية، ونعزو ذلك لإقامة العديد من الفعاليات في كل مناطق المملكة.
وأضاف على المستوى الدول العربية كانت وجهة السعوديين هذا العام واضحة على القاهرة بالدرجة الأولى ثم المغرب، خاصة بعد فتح وجهات جديدة للطيران السعودي لمدينة مراكش المغربية، ثم بيروت التي نشطت لها الحركة السياحية هذا العام بشكل واضح وكبير مقارنة بالعام الماضي، وأيضاً توجه لها عدد من سياح الخليج كبديل عن المدن التركية، وعلى المستوى الأوروبي توجه السعوديون إلى لندن وباريس بشكل بارز وفي حدود أعداد العام الماضي، ثم دول أوروبية أخرى مثل سويسرا والنمسا وإسبانيا وكذلك ألمانيا وإيطاليا.
ونوه الى أن دولاً أوروبية أخرى مشابهة لطبيعة تركيا كانت هي الأبرز في توجه السعوديين لها هذا الأعوام بأرقام كبيرة مقارنة بالعام الماضي ومن أبرزها أوزبكستان وجورجيا وأذربيجان والبوسنة، وأبرز ما يميز هذه الدول رخص أسعارها مقارنة بغرب أوروبا، وأيضاً منح التأشيرة إلكترونيا أو من المطار لبعض هذه الدول، ومنها دول تقبل “فيزا شينقن” مثل البوسنة، وأيضاً تتميز بمطاعمها القريبة لثقافة منطقة الشرق الأوسط عموماً.
وقال السبيعي في ختام تصريحه، السعوديون أصبحوا أكثر اهتماماً بالسفر والسياحة في الأعوام الماضية، والكثير منهم يفضل السياحة في الداخل إذا ما وجد خيارات ملائمة، وخاصة المنتجعات السياحية الكبيرة، ففي فترة الصيف أجواء عسير والطائف مميزة باعتدال الأجواء وتشهد نسبة كبيرة من السياح حتى من دول خليجية مجاورة، وكذلك مدينة جدة شهدت في الأسابيع الماضية تفاعلاً كبيراً مع قدم فيها من فعاليات من حفلات فنية وعروض متنوعة تحت غطاء موسم جدة، ولكن إذا توفرت بنية أفضل من ناحية المنتجعات والفنادق الكبيرة التي توفر خدمات شاملة وبخيارات واسعة فسوف يتجه لها السعوديون بأعداد أكبر وسنلاحظ نقصاً في عدد المتجهين للسياحة الخارجية بشكل تدريجي، وطبيعي أن تظل نسبة منهم تتجه للخارج للاستكشاف والتعرف على ثقافات وحضارات الأمم الأخرى، فأميركا دول سياحية كبرى تستقبل ما متوسطه 60 مليون سنوياً، وفي الوقت نفسه تصدر للعالم مثل هذا الرقم تقريباً كسياح، وكذلك الحال لدول كبرى كالصين وفرنسا.